الجمعة، 18 أكتوبر 2019

#بث_مباشر 7 السادس من أكتوبر عودة غير متوقعة ! ج2

التاسعة والنصف صباحا
يطرق سكرتيره باب مكتبه مستأذنا له بدخول فلانة للمقابلة،،
يوافق بابتسامته المعهودة
بعد لحظات
تدخل سلمى من الباب ملقية التحية،
وما أن رآها حتى فجع قلبه وانكسر خاطره،، وأصبحت دمعته للبكاء أقرب،،
رباااااه،،
أهذي سلمى الجميلة، الفتاة الثلاثينية، أهذه من سرقت قلبي في العشرينات؟
لما أصبحت هزلية ومنطفئة، وتعيسة حد البؤس !

رد التحية ولم تتعرف عليه، فيبدوا أن هموم الدنيا أنستها كل شيء،،
طلب منها أن تستريح إلى أقرب مقعد مجاور،،
تأمل وجهها الشاحب للحظات
ثم سألها كيف حالك سلمى ؟
قالها بلطف وكأنه يقول (كيف حالك حبيبتي)
أجابت: الحمدلله في ستر وعافية
ثم بدأ يسألها عن دراستها والدورات وما إلى ذلك
ثم سألها قائلًا
هل لي من أسئلة شخصية؟
فأجابت على مضض تفضل، وهي تقول في نفسها
قاتل الله الحاجة لولاها لرددت عليك ردا جارحا
سألها قائلًا:
هل تذكرين أحمد بن فلان ؟؟؟
هوى السؤال على مسامعها كالصاعقة، وتجمد الدم في عروقها،
يا إلهي إنه هو، هو نفسه ذلك الذي تعاليت عليه كثيرًا
أأطلب عملا في شركته، كادت أن تنهار لولا أن تماسكت بالرمق الأخير من قواها، ثم قالت وعينيها تتلألأ من الدموع:
سأنصرف عن اذنك، وهمت بالإنصراف.

ناداها قائلًا: لتهدئي يا جميلة،، وأمر لها بكوب ماء وبرتقال
وانصرف إلى جهازي المكتبي ليقوم بأداء بعض المهمام ..

في تلك اللحظات, خفق قلبها وهو يجر كل آثار الخيبة ومواطئ الندم..
يا إلهي
إنه ليس كما توقعت مذ خمس سنوات، فهو منمق وصاحب أسلوب راقي،
أيارب..
بأي ذنب تعاقبني، لو لم أره، لما زال ذلك الرأي في ذهني غير أني لا أتذكره أبدًا

لحظات قصيرة خطف قلبها وعضت أصابع الندم،،
فبعد قصته بسنتين
تزوجت ذكرا لم يتق الله فيها وأذاقها الأمرين،، ثم طلقها ولم يعطها من حقها شيئا..
وطول تلك المدة الماضية تعاني الأمرين في بيت والدها فهي المطلقة صاحبة الثمان وعشرين سنة




قطع أفكارها قائلًا
لتهدأي يا سلمى، فلن أرد الصاع باثنين أو أرده أساسًا, ولا أجد شيئًا في صدري مما حدث وهو يعلم أنه يكذب !
يا رفيقة،،
لا نعامل من عصى الله فينا إلا بأن نطيع الله فيه،
فلتهداي يا أختي،، وكل شيء مكتوب ومقدر

آمل أن يسعدك الانضمام إلى فريق العمل، وأن تجدي بيئة مناسبة لك، وتفيدي شركتنا بإبداعك، ونثري خبراتك في شركتنا
فمذ عرفتك وأنا اعلم أنك مبدعة،،

ابتسمت ابتسامة جميلة وكأنها تشرق من جديد
وهمت بالانصراف قائلة
سأكون عند ظنك هذه المرة يا مهندس أحمد
فرد لها ابتسامة مماثلة
آمل ذلك، ولتأتي بعد أسبوع كي توقعي العقد

وانصرفت ...

الأحد، 6 أكتوبر 2019

#بث_مباشر 6 السادس من أكتوبر عودة غير متوقعة ! ج1

السادس من أكتوبر في مدينة السادس من أكتوبر

بعد عدة سنوات من تلك الحادثة،،
يجلس صاحبنا على مكتبه الوثير في شركته الكبيرة، يراجع بعض السير الذاتية المرسلة إلى البريد الإلكتروني للتقديم على الوظيفة التي أعلن عنها قبل ستة أيام،،
في العادة,,

لا يقرأ الأسماء، فهو يراجع المهارات والشهادات التي حصل عليها المتقدم/ة وعلى أساسه يصنف, فلن تقوم الشركة بالمعارف !!


واحدة جيدة وأخرى يضعها في المهملات وهكذا
حتى وصل إلى تلك
تاريخ التخرج نفسه - الكلية نفسها مكان البيت نفسه
وبسرعة البرق لمحت عيناه اسم صاحب السيرة،،

يا إلهي ،،
إنها هي،،، سلمى؟؟
فتح عيناه محدقا لكنه كان لا يقرأ شيئًا،، كان عقله يغوص في تفاصيل الماضي، ويستذكر تلك القصة القديمة بكل تفاصيلها، وكل الرسائل التي دارت بينهم،،
يستذكر كيف كانت تقلل من شأنه، وهو يعاتبها بلطف يتذكر كل شيء حتى حين قالت له (أنت لا شيء)
وكيف ينسى تلك الكلمة التي باتت مغروسة في جدار عقله، وكم قاتل ليثبت لنفسه أنها كانت مخطئة،، مخطئة تمامًا..
رباه كم كان هذا مؤلمًا،،

بعد عدة دقائق، يعود إليه وعيه
يا إلهي،، الجميلة سلمى تريد العمل لدي في الشركة،
لو صبرت قليلًا لأصبحت مالكةً لها معي،،
لكنه الغرور والكبرياء


فحين كانت ابنة الرجل الغني، كان هو ابن الرجل الذي يعيش على حد الكفاف،،
وحينها لطالما حقرته وتطاولت عليه،،
واليوم
يرى بأم عينيه، سيرتها الذاتيه في بريد الشركة تطلب وظيفة عنده!!

يا إلهـــي,,
لقد تغيرت الدنيا على نحول غريب وعجيب، والحمدلله الذي أذهب عنا الحزن
وياتُرى..

مالذي حل بها؟

يرفع سماعة الهاتف طالبا سكرتيره
اتصل بفلانة وأخبرها أن لديها مقابلة في التاسعة والنصف صباحايؤجل اجتماعاته للغد، ويهيئ نفسه جيدا للمقابلة وكأنه هو الموظف لا الموظف!

فهو يريد أن يعلم ماذا حل بحبه الأول، وكيف ناءت به الدنيا من بعده،،
وفي الوقت نفسه

محتار جدًا،، لا يدري هل يرد الصاع صيعان ؟؟ وهو يستطيع..




فبإمكانه مثلا أن يخبرها "كنت أريدك أهم نساء الأرض في حياتي" واليوم لا أرضى بك عاملة نظافة!
أم
أنه يؤثر الحب القديم على نفسه ويحسن إليها ما استطاع؟؟

لنقرر ذلك في الغد 👌

الأربعاء، 2 أكتوبر 2019

الإنسان والتيار الكهربائي ج2

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد,

في الجزء الأول,,
ذكرت الطريق السهل والأقل مقاومة الذي يتخذه الإنسان في حياته,,
بالمناسبة:

هذا الطريق يختاره معظمنا, فهو طريق سهل ويسير بالعموم ومحبب إلى النفس !!
فلا مشاكل مع سياسيين أو غيرهم من المتنفذين !!

أما الطريق الآخر..
الذي يسلكه العلماء الربانيون ومن كان على نهجهم من السياسيون والتجار,, فهذه طريق موحش جدًا, فبين عشية وضحاها يذهب بكل مالك وربما حياتك أيضًا !!
تحرق أعمارك في غيابة الجب بغير حق غير أنك سلكت طريقًا وعرًا تبتغي به وجه الله والدار الآخرة وإصلاح الأغلبية في الطريق الأول !!


الطامة هنا..
أن الجميع – إلا من رحم ربي – يسيرون في الطريق السهل وكانت هذه النتيجة التي نعيش فيها !
تيه وتفرق وضلال في شباب المسلمين وضياع بشع !!
فالكل 
أصبح يريد النجاة بنفسه.. وإذا نجى – وأعني هنا المصلح ولا أتكلم عن الفساق أو المفسد - وأغناه الله من فضله, أكثر علينا من التبرعات هنا وهناك وزيارة بيت الله كم مرة كل عام وما إلى غير ذلك من بناء المساجد وتحفيظ القرآن وو إلخ
وغض بصره – أو ربما أعماه – عن ما ينكل بإخوانه المسلمين في بقاع الأرض قاطبة..
وإذا تحدثت معه, أصابك بشلل في تفكيرك بقوله " المهم أن نصلح المجتمع وبناء الشباب وو وما إلى غير ذلك من الأمور التي رسمها له سيده الحاكم  !! "  ولا يتعداها كي لا يزج به في السجن !!
وكأن دين الله هو الإطار الذي رسمه فلان أو علان ممن يعتلون عرش الحكم !!

تخبره عن شأن الشركات الرأسمالية وأنهم محتلون جاؤوا ببدل رسمية فيأخذوا خيرات البلاد والعباد, ويخربوا على تجار البلاد بضاعتهم,, 
فيقول: كذبت هم مستثمرون ولا ذنب لهم أنك ضعيف لم تحاول أن تطور من نفسك – ولست هنا بالحديث عن ذلك –
هذا كالذي جلس يخدم بيت الله وترك الجهاد في سبيله معتقدًا أنه أدى ما عليه !!
خدمة بيت الله خدمة عظيمة وأجرها كبير ولا شك !
لكن الله يقول : ( أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن ءامن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله )

مع الوقت..
نترك كلنا الطريق الصعب الواجب ونلوج في السهل, ونترك العدو يغتصب أرضنا ونساءنا وأموالنا ونردد : أصلح المجتمع وحفظ القرآن للصغار وهم سيفعلون !!
قيل هذا الكلام لنا يوم أن كنا صغارًا
فكيف حالنا الآن أبناء العشرين والثلاثين !!
أم
أننا أغبياء لا نستفيد من تجربة واقعية مررنا عليها جميعًا !!

ختامًا
السير في الطريقين واجب وكل ميسر لما خلق له,,
لكن الأجر كبير عند الله في الوعر , والنبي صلى الله عليه وسلم أجاب عندما سئل عن أفضل الجهاد قال ( كلمة حق عند سلطان جائر ) صححه الألباني
فلا ينبغي للجميع أن يسلك الطريق السهل
لأن نهاية الأمر سينقلب على الأكثر طريق صعب وموعر جدًا !!

اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك

الثلاثاء، 1 أكتوبر 2019

الإنسان والتيار الكهربائي ج1


الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد,

تقول أسياسيات علم الكهرباء : أن التيار الكهربائي إذا كان يسير في موصل ثم قابل موصلين, فإن معظمه يختار الأقل مقاومةَ كهربائية له..
وجزء قليل منه يذهب للأكثر مقاومة, لأنه يحتاج إلى فرق جهد كهربائي عالٍ !!
وكمية التيار الذاهبة إلى كل من الموصلين تعتمد على فارق المقاومة بينهما, فإذا كانت المقاومة لإحداهما كبيرة جدًا مقارنة بالآخر, ففي تلك الحالة يعتبرها التيار أنها غير موصل للكهرباء ويسير كله هناك..
 في الموصل الأضعف مقاومة !!
وهنا رسم مبسط لغير المتخصصين..

حسنًا عزيزي القارئ/ عزيزتي القارئة..
صديقنا التيار الذي كان يسير في موصله بداية ثم وجد موصلين أحدهما مقاومته كبيرة جدًا مقارنة بالآخر, فاختار الأسهل بينهما..
ينطبق علينا – نحن البشر – أيضًا, وبشكل كبيرًا جدًا !
التيار موصلاته لا يهمها أي طريقٍ سلك, المهم أنه يسير ويصل إلى نقطة ما !!
أما عندنا نحن بنو آدم فالطريقين بنفس الأهمية ولا يقل أحدهما عن الآخر..
بل
لربما في بعض الأوقات, كان السير في الطريق الوعر أوجب من ذلك الطريق اليسير..
لكن الذي يحدث أن لا أحد يفضله أبدًا وقل القليل من يسير فيه..
فهو بطبيعته ذو مقاومة عالية جدًا وقد يؤدي إلى إتلاف الشخص الذي يسير فيه !!

حسنًا
دعوني أوضح أكثر,,
الإنسان المسلم في طريقه إلى الله.. لديه طريقان..
الأول:
سهل مقاومته يعتمد عليه فقط كي ينجح, فبإمكان معظم البشر النجاح على المستوى الشخصي بشكل كبير.. كبير جدًا !!
أنا على ظن أشبه باليقين أنه:
بإمكان معظم من يقرأ/تقرأ هذه الحروف, أن يجتهد في عمله أو دراسته أو تجارته وما إلى ذلك.. ومن ثم يعيش في وضع جيد نسبيًا.. وآمن أيضًا..
ويقنع نفسه بأعمال خيرية ( من طقوس تعبدية وما إلى ذلك ) من أعمال البر المنشودة والتي أزعجنا بها المشايخ ليل نهار..
ومن ثم يقول في نفسه أنا فعلت ما علي, تعبدت الله بما يجب وأعيش حياتي كما أريد !!
هذا طريقٌ سهل جدًا, والأمور فيه غالبًا محمودة ومقدور عليها..

يتبع،،، 

السبت، 27 أكتوبر 2018

أبي.. من هؤلاء ؟!! جـ 2 #شخبطة 17

أمسية عائلية جميلة من المستقبل 
جلس الولد يتفرج مع والده على تلك الصور - أيام عشرينياته - 
وظهرت صور لقوم يلبسون البدلة العسكرية..

شعرالطفل بالنشوة فلطالما راده حلم أن يصبح ضابطًا منذ وعي على قيد الحياة 
وبدأ يدرك معانها..

فالطالما سمع من والدته الحسناء " أن الضباط مهمتهم إقامة العدل وضبط السارقين والمخالفين, أو حماية الوطن من الأعادي والماكرين " 
وياله من حلم جميل ومهنة عظيمة.

فيهما ينطبق الحديثان ( عينان لا تمسهما النار : عين بكت من خشية الله, وعين باتت تحرس في أمان الله ). هذا في الحماية الداخلية ..
وأما الخارجية : ( رأس سنامه الجهاد في سبيل الله ) 
فإما هذه وإما تلك 
وكلاهما خير عظيم, ومهمة كبيرة.


وفجأة..
من بين تلك الصور:
ظهرت صور لآخرين يلبسون البدل لكنهم لا يفعلون شيئًا مما أخبرته به والدته 
فهؤلاء:
كانوا يبيعون بعضًا من الخضروات كالبطاطس
أو شيئًا من اللحوم وما إلى ذلك من مسلتزمات الحياة كالمواد الغذائية والجبنة الحادقة !! 

وهناك ..
جن الطفل جنونه 
وصرخ في والده " ومن هؤلاء يا أبي ؟!!!  "
ألم تخبرني ماما بأن من يلبس تلك البدلة فإنه كذا وكذا ( يقصد ما قصته عليه والدته ) 

هنا تنكس رأس الوالد أكثر وقال بكل حزن : 
" يا ولدي 
عندما اغتصب هؤلاء السلطة. 
ضلوا وأضلوا وضلو كثيرًا عن سواء السبيل ..

تنفس بحرقة ثم تابع حديثه :
في صغرنا يا ولدي..
خان العسكر رئيسهم المنختب وانقلبوا عليه ,
وحكمونا بالسجن والقتل..
فعاثوا في الارض الفساد 
فلطالما سجنوا وقتلوا أهلنا في أنحاء المبروكة ..
فكل من خالفهم ولو بإشارة سجنوه ولفقوا له التهم ولو كان من بني جلدتهم..!

سأل الطفل في دهشة : " ولكن لماذا يبيعون البطاطس يا والدي ؟!! " 
ضحك الوالد بكل ما تحمله الضحكة من سخرية واستهزاء.

ثم أخرج زفرة حارة تحمل كل الألم : 
يا صغيري 
كان عصابة مارقة .. كانوا تجار مسلحين ..
فأفسدوا على الناس بضاعتهم وتولوا هم امداد الناس بالأساسيات 
كي يجنوا منها الأموال العظام..

يا ولدي..
كنت تسير في شوارع المعمورة فترى البدل تهان هنا وهناك 
فهذا ضابط برتبة عقيد " يجمع ضريبة الطريق " وآخر جندي مقاتل " يعمل في مصانع الكحك "


أما ذاك الذي ترى في الصورة أمامك 
ضابط شرطة يبيع البطاطس للشعب المقهور. 

انصعق الطفل لما سمع وسأل " بابا, كان الضابط يبيع البطاطس والطماطم للناس ؟ " 
فأجاء الوالد بكل سخرية..
نعم يا ولدي..
في الوقت الذي كان ضباط المخابرات يبيعون اللحمة 
كان ضباط الداخلية يبيعون البطاطس ..

فكر الطفل لوهلة ثم قال: 
أكان منتهى أملي في وقتكم أن أبيع بطاطس !! 
" قحّا يا بابا "

الاثنين، 22 أكتوبر 2018

حراس الكنيسة وكهنة المعبد !! #تداعيات_و_تجليات 1

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله 
وبعد؛

1- أستطيع القول وأنا مرتاح البال
إن معظم المشاكل التي يواجهها جيل العشرينات حاليًا ترجع في الأصل إلى الدعاة والمشايخ الذين تربينا على أيديهم في الصغر !!
حيث كانوا يجهلون تمامًا فقه الأولويات في الحياة والفقه المعاصر وإدارة الحياة.
ومن ثم:
نقلوا إلينا داءهم

لكن الظروف المغايرة والمختلفة كلياً والتقدم الرهيب الذي حدث في المجتمعات، والنقلة النوعية الكبيرة في جميع أنماط الحياة، أظهرت تلك الفواجع التي أحدثوها على السطح !!

2- لاشك أنهم كانوا يظنون أنهم يقومون بتعليمنا الدين الصحيح على الوجه الأكمل كما كانوا يعتقدون !
لكن
النية السليمة لا تبرر الفعل الخاطئ ولا تشرعنه.. 

بل 
عليهم أن يعترفوا بما تسببوه من جرائم، وأن يتوبوا إلى الله ويستغفرونه، ويغيروا من أنفسهم أولًا.. 
وأن يعودوا السلف الصالح عليهم رحمة الله في فهم الحياة والدين !! 
ومن ثم:
ينقلوا إلينا الدين الصحيح الذي جاء به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لا الدين الذي طبخوه في عقولهم وفق ما تقتضيه أيامهم !!

3- دعوني أذكركم ببعض ما فعلوه من فواجع شابت لها رؤوسنا ونحن أبناء العشرين...
وما ترتبت عليه من أثار وخيمة ضيعت المسلمين ووضعتهم في التيه سنينًا طويلة!! 

1- تأطير الدين في العبادات والطقوس
تخيل عزيزي القارئ والقارئة..
أننا - وأعني ممن تربوا على أيدي حلقات التحفيظ والجلسات التربوية - أي أعتقد أننا كنا الصفوة في ذلك الزمن - كان ديننا عبارة عن الحفاظ على الصلاة والتسابق فيمن يحفظ أكثر من القرآن وشيئًا من نهج "تبسمك وإماطة الأذى عن الطريق صدقة"

أي فاجعة تلك التي خندقوا الدين في العبادات فقط !!
أنت تقيم صلاتك وتبتسم لجارك و تبر والديك (حسنًا هذا هو الدين.. افعل بعد ذلك ما يحلو لك) 

 ودونك بعضا من الحوادث التي ترتبت على ذلك :
  3.1- فقد الهوية والاهتمامات الفارغة 
 هذا موضوع طويل ومحزن حد البكاء، لعلي أخصص له مقالا قادم إن شاء الله 
 لكن شيئاً مختصرًا من ذلك يفي بالغرض !
 أنا الآن، كشاب مسلم، الحمدلله أحافظ على صلاتي وأقرؤ أذكاري فقد أتممت ديني، فأفعل ما يحلو لي.. 
 اذهب هنا وهناك.. 
 وانظر إلى عشرات الملايين من شباب المسلمين العرب وتفحص اهتماماتهم وفيما يصرفون جل أوقاتهم وماهي انتماءاتهم ولعله يصلك ما أرنو إليه. 

لا أنكر أنه كان هناك بعضا من الأناشيد الجميلة التي تحث على الجهاد وما إلى ذلك - لكنها للأسف كانت توجهات سياسية - ولا ينكر ذلك إلا كاذب !

أي كانوا يؤطرون الدين على النهج الذي منحه لهم الحاكم لا النهج الذي جاء به محمد - صلى الله عليه وسلم - لكنها كانت أناشيد !! 

يا إلهي 
إنني لأتذكر وأضحك على نفسي بكل سخرية وتهكم واستهزاء. 
في حادثة الرسوم المسيئة للرسول - صلى الله عليه وسلم - وحين ظهرت بوادر وعي اقتصادي ودعا الفضلاء من المشايخ لمقاطعة الدنمارك، حينها خرج المفتي ليقول المقاطعة ليست من الإسلام !!

أما المضحك المخزي سيدي الحكم 
أنه ظهرت الأشعار في سبهم وكان من أكثر من انتشر 
قصيدة كان مطلعها " أمست معاني النصر من كلمات" 
ليخبرك الشاعر بسلاحه " أحمي الرسول لما ملكت منافحًا بالشعر أكتبه على الورقات"
جموع المسلمين حول الأرض قاطبة ملكت الشعر فقط لترد عن الرسول عليه الصلاة والسلام 
هه
رأس مالنا وكل ما نملك في مواجهتهم هو شعر 
لا، كنت أردده متحمسًا ومقتنعًا بما فيه..!! 
سحقًا.. 
سحقًا هي الكلمة الوحيدة والمعبرة عن الوضع الذي كنت أعيشه وكفى. 

3.2 نفور الناس من العبادات المفروضة كالصلاة 
إن أحد مر هنا ليتعجب كيف يحدث هذا، رغم أنهم فعلوا عكس ذلك تمامًا.. 
لكن الطامة الكبرى التي جهلها هؤلاء: أن الشيء إذا زاد عن حده انقلب ضده، وهذا ماحدث بالضبط !!

كنا صغارًا يتمركز تفكيرنا أن الله خلقنا لنصلي ونصوم ووالخ من العبادات الدينية فحسب... 
لم نكن ندرك أن الله خلق حياةً لنحياها.. وأن العبادات الدينية ماهي إلا عماد الحياة التي بها تستقيم وليست هي الحياة.. 
ألم يقل الله سبحانه ( واستعينوا بالصبر والصلاة..) الاستعانة بالصلاة لا جعلها جوهر الحياة !! 
إنهم كمن أراد أن يبني بيتاً ومن شدة تأثره بأهمية الأعمدة؛ جعلها كل البيت وسكن فيها ! فكيف يستقيم السكن في أعمدة البيت ! 

والذي حدث هو انتكاسة كاملة نتيجة لإدراك تلك الحقيقة سواء بوعي أو غير وعي !! 
حتى إنك لترى كثيرا من زملاءك الذين كانوا يحفظون من كتاب الله شيئاً كثيراً باتوا لا يعرفون الصلاة إلا الجمعة !! - أسأل الله أن يردهم إليه ولا يبلانا -


4- الجهاد هو الدعاء وحسب
رغم بشاعة ما سأذكره هنا إلا أنه أفضل بكثير من وضع صغار المسلمين اليوم..!!  
فلطالما غرسوا فينا حب فلسطين..
نعم.. أعترف بذلك
جيلي نشأ في الصغر على حب فلسطين وتحريرها.. أيام محمد الدرة رحمه الله أخذت القضية بعدا هز أركان المسلمين - أما اليوم فهناك مليون محمد الدرة ولا يحرك فينا ساكناً !!
أقولها وبكل ألم..
حين كنا نسمع تلك الخطابات الرنانة.. كنا ننفجر حماسة.. توقونا للجهاد وللجنة وما إلى ذلك من الفضل والنعمة..
كنا نسمع دومًا فضل الجهاد وفي الفعل كنا نصاب بأكبر إحباط تعرفه في حياتك القصيرة..
كان الرد: "صغيري الجهاد بأمر الحاكم ولا يحق لنا أن نفعل شيئاً دون إذنه" 
وهنا، لا أتطرق لحكم ديني مثلما اتحدث عن أفعال حقيقة كان يمكن لتلك الجموع الغفيرة أن يفعلوها..
إنك تشحن همم الشباب وتوقظ ضميرهم وحماستهم وغيرتهم على الدين..
ثم تصدمهم بقولك " آسف ذلك مجرد كلام وكل الذي علينا فعله هو الدعاء !! "
وما النتيجة !!
لقد ظل مشايخ الغفلة يدعون على إسرائيل أن يبيدها الله سبعين سنة فكانت النتيجة أن أصبحوا من أقوى الدول حين رجعنا للخلف قرونا كثيرة ! 

ولو كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه بينهم لربما قتلهم بحد الحرابة بما سببوه من تلف وإفساد في المسلمين..!! 
كنا ندعي بكل حرقة وحماقة منقطعة النظير وبعد ذلك كأن الأمر لا يعنينا... 
نعم فعلت كل ما أستطيع أن أقدم لنصرة إخواني (الدعاء) حسب ما أفتى به مشايخنا فماذا على أن أفعل بعدها؟ 

أعود إلى حياتي وأستلذ بما طاب منها والأمر المتعلق بنصرتهم منتهٍ ب3 دقائق خلف الإمام في وتر رمضان! 
ولست هنا لأقلل من قيمة الدعاء.. 
لكن 
كما قال الله (ادعوني أستجب لكم) قال (وقل اعملوا) 
وهم ركنا أي شيء في الدنيا ولا تستقيم للعبد حياة بإحداهما غير الآخر !! 

المضحك أيضا في هذا الباب 
 كانوا يبكون في دعائهم على أمريكا بكل بكاء وخنوع أن يهلكها الله - ولا ننس في ذلك كبير السحرة وإمام الحرم -
 وبعد الصلاة:
 تجد الإمام خرج من المسجد ليتجه إلى سيارته الأمريكية ويتصل بهاتفه الأمريكي أيضاً ليخبر زوجته أنه ينتظرها !!
 ثمة تخلف يحدث يصيبك بالغثاء..

وعلى ذلك الأثر..
 عادت همم المسلمين واهتمامهم للوراء
 عادت لتهتم بما سفه من الأمور الدنيا
 فدينك يا صديقي هو صلاتك وتبسمك في وجه أخيك ولا تظلم نفسك أو أحد وجهادك هو دعاؤك وانتهت علاقتك بالدين عند هذا الحد فافعل ما شئت من شيء من بعد !
 فخذ جولة في شباب المسلمين العرب وستصاب بالمرض من شدة الحسرة - ولست أنآ بنفسي عنهم - وإلى الله المشتكى !

وأبشع من ذلك كله 
كان الدين عندهم هو ما أطره له سيدهم..
لا الذي جاء به رسولنا الكريم عليه السلام.. 
كانوا هم مشرعني فعل الحكام لا أكثر.. 
كان الربا حرام لأن الحاكم أراده حراماً، لا لأن الله قال عنه (فأذنوا بحرب من الله ورسوله) !!
وغير ذلك الكثير الكثير الكثير الذي يجعل وصف الله مطابقًا لهم وكأنهم اليهود والنصارى في قوله سبحانه
(اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابًا من دون الله)
كانت قيادة المرأة من الكبائر واليوم ؟!! 
كانت الاختلاط من الفواحش واليوم ؟!! 
أذكر أحد سحرتهم الكبار حاليًا.. 
كان يخبر والدي أن التصوير محرم ويزداد ذنبه ويقترب من الكفر وتذهب لأجله الرقاب إن كان لامرأة في جواز سفر. قال بالنص "هذي تروح فيها رقاب" 
ماذا عن اليوم ؟!! 

كانوا - ومازال الكلام عن المشايخ - يتحدثون عن الاخوان أنهم أبطال قاتلوا في سبيل الله. واليوم هم أكبر فصيل إرهابي في العالم حمى الله البلاد والعباد من شرهم كما صرح بذلك المضلل المصلح. فقط لأن الحاكم وجهته تغيرت فتغير كل شيء !! 
كان الجهاد في أفغانستان عندما شرع لهم الحاكم. وبعد ذلك أصبحوا كلهم إرهابيين ! 
حرضوا الفجرة من الحكام على قتل إخوانهم وشرعنوه كما فعل إخوانهم من الفسقة من قبل مع الإمام ابن حنبل رحمه الله
" من قتلهم فهو بالله منهم "

كانت الأغاني من الموبقات واليوم أمست من جماليات الحياة.. 
أغبياء جهلة لا يعرفون من الدين إلا حفظ متونه لا فهمها. . ولا يفقهون من الواقع شيئاً. 
لم يفهموه قط 
كانوا وكانوا وكانوا 
كانوا ومازال جلهم شيئاً وقحًا من القذارة والقبح قبحهم الله 

كانوا حراس الكنيسة وكهنة المعبد !!

أبي.. من هؤلاء ؟!! #شخبطة 16

في ليلة مقمرة من ليالي المستقبل الجميل:
كان صاحبنا يسير برفقة ابنه وابنته يقص عليهما شيئًا من واقع حياته التي عاشها في ريعان شبابه..
كيف كانت معاناتهم.. وماهي أبرز مشاكل عصرهم..

فسأله الصغير:
أبي.. من هؤلاء ؟
فكلهم يتكلمون بلغة مشابهة, مع فلان أو ضد آخر ..
يلبسون البدل وأشكالهم تبدوا أنيقة..

فأجاب :
يا صغيري..
هؤلاء هم سحرة الإعلام..
كانوا يقلبون الحقائق.. ويطبلون لكل طاغية ومارق..
بضاعتهم الكذب.. ورأس مالهم النفاق..
التطبيل كان ديدنهم.. والخداع كان سبيلهم..
وتخدير المظلومين طريقهم.. 

يا ولدي..
كانوا يغنون يكفيكم قليلًا من المال.. ويأخذون من سيدهم الأموال الثقال
وفي كل حادثة..
يرددون كالبغبغاء ما يملى عليهم , دون فكر أو عقل للحق يلهم..
الصغير:
يا إلهى..!!
أبي.. هل كنت تخاف من كيدهم ومكرهم ؟
صاحبنا:
لا يا صديقي ..
هؤلاء كانوا شرذمة معروفة للعامة منبوذين من الجميع..


بعد قليل: 
صرخت طفلته:
حسنًا أبي و هؤلاء من..
فاللحى تجمل وجوههم.. وتبدو ثيابهم فخمة.. ومناظرهم مبهجة..
فمن هم ؟!!

تنهد صاحبنا بكل الآلام.. ومر في ذاكرته الأحداث العظام
فقال
يا جميلتي:
هؤلاء كانوا أفجر خلق الله.. لم يخلق الله مثلهم في الفجر والضلال
سحرة الإعلام, كانوا شغلهم الشاغل تلميع الطغاة, بما يليق بهم من أموال
أما هؤلاء..
هؤلاء شرار الخلق..
دسوا السم في العسل.. وبرعوا في الكذب والدجل..
كانوا يأمروننا بالصلاة, ويبكون عند غض البصر
وفي الوقت نفسه
كانوا يبيعون دينهم بعرض من الدنيا قليل..
كان جل اهتمامهم.. اختزال الدين في امور الصلاة والصيام..
كانوا يحذروننا من سرقة الدولارات المعدودة.. ويشرعنون سرقة أطنان الذهب ..
يا بُنيتي..
كانوا يصرخون من البكاء إذا تحدثوا عن الظلم
وفي الوقت ذاته..
يبررون للقتلة أبشع أنواع القتل والتعذيب !!

كانوا يحثوننا على أن نرضى بفتات من الدنيا قليل
وفي الوقت ذاته كانوا يسبحون على بحور من الملايين
.
آه يا صغيرتي
كانوا أغبياء جهلة لا يعرفون من الدين إلا حفظ متونه لا فهمها..
ولا يفقهون من الواقع شيئاً..
لم يفهموه قط
كانوا وكانوا وكانوا
كان جلهم شيئاً وقحًا من القذارة والقبح قبحهم الله

يا طفلتي:
كانوا هم 

حراس الكنيسة وكهنة المعبد !!