الخميس، 4 يونيو 2015

#على_ساحل_التخرج

الأربعاء الثانية صباحًا
22- رجب 1436

قبل أربع سنوات وعدة أشهر
بدأت رحلة الإبحار في هذا الصرح التعليمي الضخم
واليوم..
اقتربنا من الساحل كثيرًا..
فهاهو الأسبوع الأخير من العام الدراسي يؤذن بالرحيل..
ولعلنا نصل إلى ساحل التخرج بانتهاء اختباراته بإذن الله..
أربع سنوات ونصف
مضت..
كانت كرحلة طويلة في بحر لجي..
تتلاطم امواجه..وتقذفني هنا وهناك..
ولكنها مضت كلمح البصر
او كطيف سريع..

التقيت بأناس تعلمت منهم الكثير والكثير..
وأستاذة رائعون
كانوا قدوة لي في بعض الأمور..
وكثير من الشباب
الذين بنوا مساكنهم هناك...
في قلبي..
فسأظل أتذكرهم طول حياتي
وأدعوا لهم كلما مر طيفهم في البال أو جاء إلى الخيال..

أربع سنوات وعدة أشهر..
ملئت بالجد والهزل
والتفاؤل وكثير من خيبات الأمل..
تعرفت على نفسي كثيرًا..
وحاولت ترويضها فنجحت أحيانًا وغلبتني مرات..
وتلك هي الحياة..
بين علوا وانخفاض..
واللهم الفردوس الأعلى نسألك...

أتذكر كثيرًا من الأشياء التي كنت أود أن أفعلها لكني تركتها تكاسلًا وتهاونًا...
ينتابني شعور بالحزن من أجل ذلك..
لكن
علمتني الحياة
أن هناك دائمًا فرصة..
وأن هناك من الوقت متسع طالما ظل هناك في الجسد نفس يتردد..
....
أربعة سنوات ونصف...
تهت في دوامات الحياة كثيرًا...
حتى كدت أن أنسى نفسي أو تناسيتها بالفعل
لولا رحمة ربي بي...
نعوذ بالله أن نكون ممن قال الله عنهم
( نسوا الله فأنساهم أنفسهم.. )

واليوم..
بعد ان أصبحت على مقربة من ذلك الساحل..
لست أدري ماذا سأفعل هناك..
فهناك الكثير من الأفكار المتعارضة والضرورية في نفس الوقت والتي كادت أن تفتك بي لولا لطف ربي...
وكل ما أرجوه منكم
أن تغفروا خطئي في حقكم..
وأن تستروا عيوبي ورحم الله امرئًا أهداها إلي....
وبعد الوصول ان شاء الله...

سأظل أنا كما كنت..
فلا ألقاب أحب.. لأنها ليست سوى للتعريف فقط..
والإنسان يعرف بما قدمه لحياته ولغيره..
لا من شهادات يحصل عليها !
وسيظل أبو سعيد من أحب الأسماء التي أنادى بها
.....
وبإذن الله..
سكون هناك مدونة خاصة بعنوان على ساحل التخرج..
ستكون ملخصًا لتلك الرحلة العابرة وذلك الشخص الغريب..
فترقبوا !
أستودعكم ربي
وإن لم نلتقي هنا ثانية..
فيارب يكون لقانا هناك
مع النبي محمد وصحبه
عليه الصلاة والسلام