الأحد، 2 نوفمبر 2014

مقاراناتٌ خاطئة..

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد ؛

في ظل الانهزامات النفسية للفرد المسلم وفي تراجع معدل إيمان للشعوب بشكلٍ عام؛ أصبح الحديث عن أفعال الإسلام والاقتداء بنبيه –صلوات ربي وسلامه عليه – ضربًا من العبث والمقارنات الخاطئة..

تتحدث مع أحدهم في موقف ما, ثم تذكر ما فعله رسول الله –صلى الله عليه وسلم- في موقف مشابهٍ لمثل ذلك؛ فيقول : " ذاك النبي ولا تقارن !
والآخر يصرخ في وجهك قائلًا: أصلا مقارنتك خاطئة, فالنبي عليه الصلاة والسلام له شأنٌ آخر. 
والثالث يصرح بـ " ايش أوصلنا للنبي ! "

ردودٌ مثبطة, نابعةٌ من انهزامٍ نفسي أو غيره لتريح النفس الباحثة عن الإحسان, وترضي الضمير المؤرق, والباحث عن الحق !

يقول عز وجل : ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ... الآية )
وعندما نأتي لتقارن موقفًا سياسيًا أو تربويًا أو غيره بفعل النبي –صلى الله عليه وسلم- نتهرب من الحقيقة لنرضي هوانا 
قائلين: " ما يصحش نقارن حد بالنبي !! "

أخبروني إذًا..
لما أرسله الله تعالى بشرًا مثلنا ولم يرسله ملكًا؛ حتى يكون كما هو في تصور بعضنا وتصبح أفعاله..
حالة مثاليةً لا تقترب للمحاكاة بصلة ولا تمت للواقع بأي حالٍ من الأحوال !
وحتى لا يحق لنا أن نقارن أفعالنا بأفعاله – عليه الصلاة والسلام – لنعدل من سلوكنا ونحدد الخطأ من الصواب !

أم أننا نترك المواقف لتحكمها وجهات النظر والآراء, بغض النظر عن الارتباط الديني والهدي النبوي ؟!!

إنني لا أدعي الكمال لنفسي ولا لغيري ولا أقول إن أحدًا ما قد اقتدى بالنبي صلوات ربي وسلامه عليه في جميع شأنه !
بل 
هي محاولةٌ جادة ودعوة للجميع بأن نقارن أفعالنا وأفعال غيرنا بأفعاله –عليه السلام – لنقوِّم من أنفسنا ونحكم على الأخرين والمواقف بشكلٍ أفضل, ومقاربٍ للصواب أكثر !


اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك 







الجمعة، 24 أكتوبر 2014

عامٌ جديد..

هيا لنرحل.. وداعًا.. سأمضي إلى غير رجعة..
قالها وهو يتجهز للرحيل

عامٌ مضى بما فيه من أماني.. وأحزانٍ وتهاني...
عامٌ تلوح شمسه في الأفق معلنة الوداع.. بعد أن استقبلناها في أوله.. معلنة خبر ولادته ..

عام يرحل بكل ما أودعناه فيه من حزن وأفراح.. وبسمة وجراح.. وسرورٍ وأتراح..
واليوم نودعه بعد أن استكملنا أيامه ولياليه..

وفي المقابل:
هناك أناس بقوا فيه؛ لا لأن عجلة الزمن لا تدور معهم؛ بل لأنهم فقدوا هناك إلى يوم القيامة..
فلا نستطيع سماع أصواتهم.. ولن تعد لهم أخبارٌ سعيدة..
فهم سبقونا إلى مرحلةٍ جديدة؛ حيث العدالة اللامتناهية والحساب الدقيق..
فلا نملك إلا أن نردد:
رباه أنت أعلم بحالهم.. اجعل قبورهم روضاتٍ من الجنان

كم كنا نود لو اهتممنا بهم, أسمعناهم مشاعرنا الدفينة في نفوسنا نحوهم, اعتذرنا لهم عن تقصيرنا في حقهم..
لكن..
الرحيل أخذهم من بيننا بغتة؛ فحرمنا منهم, لا حرمهم الله من جنته

أيها الأحبة..
هناك أحياءٌ مازالوا بيننا, عبروا لهم عن حبكم ومشاعركم..
فقد يرحلون يومًا, وفي القلب كلامٌ لم يسمعوه..
وحب لم يعرفوه..

فجرٌ جديد.. وعامٌ جديد.. ليخبرك أن الكون كله يتجدد... 
اليوم هو 35 وغدًا هو 36
لنجدد آمالنا.. أهدافنا.. طموحاتنا..
لنجدد النية ونخلص العمل لله -سبحانه-

ونجدد عهد المحبة والإخاء, لنجدد مشاعرنا بالمودة والتسامح.. وأرواحنا بالفرح والابتسامة..
ونجعل علاقتنا بالبشر أجمل..

ولد عامٌ جديد, وذهب آخر؛ ليخبرنا أن الأجل ينقضى كما بدأ, وتلك هي سنة الحياة (مولد و ممات)
وحسن الختام من ربنا نسأل..

عامٌ جديد..
تغرد طيوره فرحة.. وتولد شمسه مشرقة..
لتبين لنا أن السعادة نابعةٌ من الشخص نفسه, فالسعادة ليست في المال ولا في الجمال..
بل
هي صفاء القلوب, ونبع الروح..

أيا عامنا الجديد (1436 هـ)
من منا سيكمل أيامك ولياليك..؟
ومن سينقطع أجله ويودعنا فيك..؟

أيارب:
إنا كان في سابق علمك أن آجالنا ستنقطع فيه؛ فاعفو وتجاوز عنا برحمتك, واجعمل أيامه خير أيام دنيانا..
وإن كان في سابق علمك أننا سنكلمه؛ فأعنا فيه على طاعتك وأصلح لنا شأننا كله
إنك سميعٌ قريب.. مجيب الدعوات 











الجمعة، 22 أغسطس 2014

في عالم البشر..

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد؛

البشر ..
عند الأزمات يبكون .. ويخافون ويحزنون.. وبالغم يصابون
إلا الذين هم بالله يؤمنون وبه يوقنون وعليه يتوكلون ..


فهذا موسى - عليه السلام - عندما لحقه فرعون وجنوده..
وأصبح الغرق أمامه والقتل خلفه ..

هرع أصحابه من حوله قائلون: ( إنا لمدركون )
فقال المتوكل على ربه.. الواثق بنصره متحديًا قوانين البشر وخطط العقل : ( كلا )
نفى ذلك؛ ليس لأن له قوة ذاتية تحميه وترد كيد عدوه بل ( إن معي ربي سهدين )


وفي قوانين البشر..
( قالت ياولتى أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخًا )
وكان رد الملائكة المبشرين يقول :( أتعجبين من أمر الله ) ؟!!


وفي تفكيرهم ..
لو نظر أحدهم أسفل قدمه لرآنا ..
وفي قوة العلاقة مع الله والثقة بنصره " ( يا أبا بكر.. ماظنك باثنين الله ثالثهما ) ؟!!
( لاتحزن إن الله معنا )


وفي تحقيق الواقع عندهم..
كان عيسى -عليه السلام- مقتولًا ..
وعندما تتجلى قدرة الله : ( بل رفعه الله إليه )


في تجاربهم..
كان يونس - عليه السلام - ميتًا من اللحظة الأولى في بطن الحوت..
وتحت العناية الإلهية..( فنبذناه بالعراء وهو سقيم & وأنبتنا عليه شجرةً من يقطين )


وفي تسلسل أحداثهم..
صرف المال ينقصه ولو كان زكاة أو صدقة..
وأحدهم يتاجر مع ربه قائلًا : تصدقت ب20 .. فجاءتني بشارة ب500 في حينها !


قالوا له وهم مذعورون: إن الخبز قد غلا ثمنه ..
فكان رد المعتمد على ربه
 " والله لا أبالي لو أصبحت حبة القمح بدينار ..
علي ان أعبده كما أمرني وعليه أن يرزقني كما وعدني ! "


نعم..
هذا هو الفرق بين من عرف الله حقًا وعلم قدرته ومكانته وعظمته سبحانه وتعالى ..
ثم عمل على مقتضاها..
وبين 
من نظر إلى الأسباب الدنيوية والقوانين البشرية واعتمد عليها ..


تقابل أحدهم فتقول له: تفاءل سيصلح الله الحال .. فيجيب في زفرة حارة : مستحيل هذا واقع !!
وآخر يجيب : تفاؤلك محال وسيأتي سوء المآل !
وآخر وآخر ..


إنك لتعجب كثيرًا من حالهم ..
كيف يقول ذلك من يؤمن بقول ربه ( سيجعل الله بعد عسرٍ يسرًا )
بل
كيف طرأ عليه اليأس والتشاؤم مما أصابه وهو يوقن بقول ربه ( أليس الله بكافٍ عبده ) ؟!!

وكيف يقنط من رحمة الله من يتأمل قول الله : ( ومن يتق الله يجعل له مخرجًا & ويرزقه من حيث لا يحتسب )


يا أيها الشاكي الفقر وقد غلبك اليأس .. !
هلّا تمعنت في قوله ( ويرزقه من حيث لا يحتسب ) >> يأتيك رزقك من حيث لا تدري ولا تتوقع !
>> لأنك تتعامل مع الله وليس بقوانين البشر

ويامن تعسرت أمورك...
هل أيقنت بقوله تعالى : ( ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرًا ) !!


إلى كل مهموم ومغموم ..
إلى كل بائس ويائس ..
( أليس الله بكافٍ عبده) !!


إننا لنعذر غير المسلمين حين ييأسون وبالهم والغم يصابون ..
لأنهم مساكين .. ليس لهم قوانين وأمل فوق البشر ..
فهم من أمرهم يقنطون ..

أما نحن المسلمون ..
( لا تحزن إن الله معنا )



وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..


السبت، 14 يونيو 2014

سباق الجري .. وزاوية جديدة..

الحمدلله والصلاة والسلام على أشرف خلق 
وبعد ؛

في سباق معالي مدير الجامعة السنوي (طوله خمس كيلومترات)..

قبل صافرة الانطلاق..
الجميع على أهبة الاستعداد .. 1, 2 , 3 
انطلق ..
وانطلق الجميع بهمة ونشاط وحيوية..
بعد دقائق معدودة..
بدأ المتسابقون في التراخي رويدًا رويدًا ..

في أول السباق وفي المنتصف ومنهم قبل النهاية توقفوا ..
أمر على أحدهم وأقول يا فلان ألم تسبقني بفترة طويلة في بداية السباق, لتشد من همتك..
فيرد بصعوبة: لم أتحمل لطول السباق !
وفئة قليلة ..
حددت هدفها وعزمت أمرها وسارت في طريقها بجهد منظم فوصلت مبكرًا وحققت الفوز..!

وهنا..
وقفة تأمل ..
تذكرت حينها الطريق إلى الله والمسارعة فيه .. في مواسم الخيرات وغيرها ..

يدخل رمضان - اللهم بلغنا إياه ووفقنا فيه لطاعتك - ؛ فتجد الناس يتنافسون في فعل الخير من الصلاة وقراءة القرآن وغيرهما ..
مع نهاية الثلث الأول ..
يبدأ الناس بالتكاسل والتراجع عن ما بدأوا به من الجد والنشاط .. 

وقبل النهاية..
يتراجع الجميع إلا من رحم ربي ..!
في بداية رمضان ..
نجد الواحد منا يقرؤ العديد من الأجزاء وفي النهاية يكسل عن قراءة جزءٍ في يومه ..!
وفئة أخرى..
تشد العزم وتنقطع إلى أن ينتهي موسم الخير والرحمة..

هكذا حياتنا في سباقنا المصيري .. ( سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض ..) 

فالفائزون في سباق الجري بمراتب الشرف هم من تمرنوا واستعدوا له جيدًا وحفظوا أنفسهم من الكسل في السباق وداوموا على المسير..

والفائزون هنا بالفرودس الأعلى - جعلنا الله منهم - هم من حفظوا أنفسهم من الحرام واجتهدوا في الطاعة, وواصلوا السير إلى الله بلا انقطاع !
( أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل ) رواه مسلم 

فاللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك 






الجمعة، 2 مايو 2014

أحقًا حشان ماسمعنا..؟!!

أحقًا حشان ماسمعنا... أم أنه شيء من الهذيان ..؟

ألن نراك ولن ترانا ؟
ماذا أقول لمسجد أبي بكر الذي بات يتحرى ميجئك وينتظر صلاتك ؟
وماذا اقول للدراسة وهي ترتقب تفوقك وإبداعك..؟

بل 
ماذا عن قلوبنا وأعيينا التي ملئت حبًا واحترامًا لك..
وماذا ..
عن صباح يتنفس بدونك .. وجامعة ظلت تبحث لك عن أثر .. !

ماذا عن سعادتك عند سماعك خبر  قبولك في شركة مرموقة للتدريب الصيفي..؟

وماذا عن طموحك وأمنياتك و إكمال دراستك في الخارج ..؟
وماذا عن ... وماذا عن ..؟

أيا صاحبي... 
اما كان آخر عهدي بك ليلة رحيلك..
أنك ذاكرت المادة الفلانية جيدًا كي لاتذاكرها قبل الاختبار ..؟

أم أنه كان للقدر رأي آخر .. 
فحرمك من طموحاتك وحرمنا منك ... لا حرمك الله من أعالي جنانه ..
وذهب بك إلى هناك - حيث العدالة اللامتنهاية والحساب الدقيق - 

فيا لحزن القلب المثكل بفقدك .. وياللوعته بفراقك ..

إنا العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا لفراقك يا حشان لمحزونون 
ولا أقول إلا مايرضي ربي ..
وإنا لله وإنا إليه راجعون ..

أيا حبيب الفؤاد ..
كما جمعنا لله في الدنيا يومًا .. أسأله بمنه وكرمه أن يجمعنا في أعالي جنانه مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين 
و
سأظل بالدعاء لك وفيًا ....  وأدعو الله دومًا ..
أن نكون بجنات الخلد .....   ننعم بها سويًا ..

الأربعاء، 19 مارس 2014

مالا نهاية ( ∞ ) من منظور مختلف ..!

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله 
وبعد ؛

مالانهاية ( ∞ )

من منا لا يعرفه ..؟! 
وهل بيننا من يجهله ..؟!

رقم عجيب ..

يحمل بين طياته حقائق مفزعة .. وأمورًا مروعة ..

ترى ماذا يكون ؟!

يُستَخدم في الرياضيات للدلالة على أنه لا انتهاء في العدد 
ولكن..
هل منا من تأمله وغاص في أعماقه ..؟!    واستدرك مافيه ..؟!

إلى مالانهاية ..
جنة ونار .. سعادة وشقاء .. بؤس ورخاء ..

أهل الجنة ..

خلود ولا موت .. من النعيم والسعادة ..
كم يظلون كذلك .؟
100 عام ؟ 1000 عام ؟! لا أكثر ..
1,000,000,000,000,000,000 ( ألف مليون مليار ) عام ؟
لا ..
بل أكثر وأكثر ..
إلى متى ؟  
 >>> إلى مانهاية ()...

يتلذذون بالنعيم ورؤية وجه الكريم -سبحانه..
وأعظم بها من نعمة من الله بها على المؤمنين

أما الكافرين - أعاذني الله وإياكم أن نكون منهم -
 فحميمٌ وزقوم... لا بارد ولاكريم في جهنم خالدون ..!
عذابٌ وشقاء ... ذل وتعاسة... وعقاب عظيم 
غضب الله عليهم ؛ فجعلهم من الخاسرين..

كم من الوقت يمضي ..؟!
وهم يتألمون... ومن حميمها يذوقون ..!
نُزُلٌ من حميم وتصلية جحيم .. 
إلى متى وهم فيها يسعرون 
يوم واحد ؟ 
وإن كان لكافي ... بل مليات لا منتهية( ∞ ) من السنين 
( إن المجرمين في عذاب جنهم خالدون ) الزخرف 

يآلله ..  من العذاب المهين !
(ونادوا يامالك ليقض علينا ربك .. ) >> من شدة العذاب تمنو الفناء ولكن
هيهات ( قال إنكم ماكثون ) 

أيه الأحبة..
هل تأملنا ذلك ؟!
وعرفنا أن الدنيا صغيرة وأن مبدأها إلى زوال ؟!!

وهنا ..
دعونا نحسب عمر اللذات الفانية في الدنيا إلى عمر الآخرة - جعلنا الله من أصحاب الفردوس الأعلى برحمته - 
كم نمتع أنفسنا بهذه اللذات ..؟
10 سنوات 20 , 30 , أكثر من ذلك أو أقل ..
فهي زمن محدود ..
أما الآخرة فهي ∞

وعمر الدنيا إلى عمر الآخرة هو : 
( عمر الدنيا / عمر الآخرة ) = ( رقم / ∞ ) = صفر !

نعم هو صفر !
فأي عاقل يبيع مالانهاية (∞) من السعادة المطلقة ..
بصفر معنوي من اللذات الفانية ..؟!!

( ياأيها الناس اتقوا ربكم واخشوا يومًا لا يجزي والدٌ عن ولده ولا مولودٌ هو جازٍ عن والده شيئًا إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله بالغرور ) لقمان 

اللهمم حرم وجهونا ووجوه آبائنا وأمهاتنا وإخواننا وأخواتنا ومن أحبنا فيك ومن أحببناه فيك على النار واجعلنا جميعًا من أهل الفردوس الأعلى برحمتك يا كريم 


وصل الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..

الخميس، 23 يناير 2014

وما كل من صافيته بالمودة لك قد صفا !

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد ؛

البعض نحبهم , نسعد بالعيش بجوارهم ..  وعندما يبتعدون...  لنزهة أو دراسة ونحوه ..
نشتاق لهم .. ويأسرنا الحنين إليهم.. وتأخذنا لهفة الشوق للقاء بهم ...
وما أجمل مقولة ( عودًا حميدًا لمحبوبٍ طال غيابه )

نرسل إليهم حنين المحبة .. ودفء المشاعر ..  ليجيبوا ببرود الخاطر !

نتفآجؤ لوهلة ..
ليتوالى بعد ذلك الحزن والألم ..

نتساءل بدهشة واستغراب :
لماذا لا يحبونا كما نحبهم .. ! ولم لا يشتاقون لأناسٍ اشتاقوا لرؤيتهم ..!
ثم نبدؤ بالغضب والتشكيك في النوايا .. متناسين قول الله : ( إن بعض الظن إثم .. الآية) الحجرات

كل مافي الأمر ..
أننا اخترناهم ليكونوا لنا أحبة .. بينما هم اختاروا أحباب غيرنا ...

أوليست حرية الاختيار مكفولة للجميع ؟!! لماذا الحزن والألم إذاً ؟!!
تضيق صدرونا ذرعًا لأن اختيارهم لم يقع علينا , مع علمنا أنهم لهم الحرية الكاملة في اختيار مايشاءون !

القلوب ما تهوى تشاء ... لا ما تُغصب عليه ...

فلنبحث عن قلوبٍ تبادلنا الحب والشوق عند اللقيا ... بدلًا من تلك التي لا تهتم بنا .. !

لأننا بفعلنا الأول لا نعتبر من قول الشافعي :
وما كل من تهواه يهواك قلبه       ولا كل من صافيته بالمودة لك قد صفا


وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين






الثلاثاء، 14 يناير 2014

لحظة من فضلك...!

الحمدلله... والصلاة والسلام على رسول الله .. 
وبعد ؛ 


إلى طالب المرحلة الثانوية والمتوسطة .. 

إلى من فتح عينه على الحياة وتجاوزها..

إلى شباب العشرين والثلاثين..

إلى كهول الأربعين..

إلى أعمامنا ومشايخنا ممن جاوزوا الخمسين ..

>>>
إلى كل من بقي في صدره نفسٌ يتردد ..


نستيقظ كل صباح .. ذاهبين إلى العمل أو المدرسة أو التجارة أو غير ذلك من أعمال الحياة المختلفة...

بين فترة وأخرى..
نأخذ قسطًا من الراحة...  مايسمى بالإجازة..

لنعود قليلًا إلى الوراء ..
ندخل المدرسة .. نلتحق بالجامعة أو المعهد أو نذهب للتجارة أو العمل ..
نكبر ثم نتزوج ومن ثم يكبر أبناؤنا ....                  وتستمر الحياة ..

لكن..
لحظة من فضلكم...!

دعونا نبحث ونفكر ... ونتأمل ونقارن .... بين ما نعمله وما خلقنا لأجله ..
: ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) الذاريات 

جميعنا نعلم أنه يومًا ما ...
سندخل تلك الحفرة الضيقة إلى غير عودة للدنيا .. 
أيًا كانت أعمارنا ..
يومًا ما...  ستسحب منا ورقة اختبار الدنيا ...!

قبل شهرين توفي زميلي لي وهو ابن الحادي والعشرين .. وقبيل فجر الجمعة توفي جارنا بدون مرض سابق وهو ابن ثمانٍ وعشرين ... واليوم صلينا على جنازة شيخ كبير .. وننتظر الصلاة على أحد الشباب - رحمهم الله جميعًا ..
فإليكم ....

# مشايخنا وكبراء السن ..
أمضيتم في الحياة دهرًا طويلًا بين فرحها وبؤسها .. وخيرها وشرها ..
فهل
كان سيركم في الطريق إلى الله والاستعداد لما بعد الموت .. ؟
أم
كان صراعًا مع الحياة...  واللهو هنا وهنــآك ..؟!


# أصحاب الأربعين ..
خبرتكم بالحياة ليست قصيرة ....
فهل 
وظفتموها لما خلقتم له .؟!
أم 
انشغلتم بالدنيا ... وتربية الأطفال والأموال ..؟!


# شباب العشرين والثلاثين ..
أنتم الآن في أوج قوتكم وشدة سواعدكم ..
فهل
أدركتم لماذا وهبكم الله إياها واستعملتموها له ..؟!
أم
أنفقتموها على الملهيات من المباحات والمحرمات ..؟!!


# طلاب المرحلة الثانوية والمتوسطة ( الإعدادية )..
أعلم أنكم في قمة طاقتكم وحماسكم .. وأن هناك تغيرات كثيرة تطرؤ عليكم في هذا العمر ..
فهل 
صرفتم حماسكم وطاقتكم في طاعة ربكم واستعدادًا ليوم الحساب ..؟!
أم
ضيعتموهما في مشاهدة الأفلام والمقاطع المسيئة لدينكم وسمعتكم ... ومعاكسة الفتيات هنا وهناك .. ؟!!



إنه ليجدر بنا جميعًا .- ذكورًا وإناثًا .. شيوخًا وصغارًا - أن نتوقف للحظة ..
لنراجع فيها ما قدمنا ... ونتأكد من سيرنا على الطريق الصحيح ( الصراط المستقيم ) وتعديل الخلل ..
قبل أن يأتي يوم فنقول : ( رب ارجعون (#) لعلي أعمل صالحًا في تركت ... الآية )  المؤمنون 
فيكون الرد : ( ولن يؤخر الله نفسًا إذا جاء أجلها والله خبير بما تعملون ) المنافقون 

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجميعن ..


الثلاثاء
13-3-1435
14-1-2014