الاثنين، 16 أكتوبر 2017

كنا نلعب كرة القدم

جاءت الكرة مرتفعة من جهة الخصم 
أذكر إني كنت المدافع الأخير
ركضت نحوها فقطعتها من المهاجم 
لكن تدخله كان خاطئًا، فأصابني في منتصف الساق الأيسر
ولأن الحكم أراد أن يرضي الخصم احتسب ركلة حرة مباشرة ضدي !

أكملت المباراة وبدا الألم يزيد ..
فآثرت مركز الدفاع 
ومرة أخرى قطعت الكرة من أحدهم وسدد في قدمي اليسري 
أكملت المباراة وازداد الألم 
فضلت أن أقف حارس المرمى 
فهناك لا احتكاك مع الخصم ...
صددت كرة 
الثانية هزت الشباك 
بعدها بدأت اعتاد الألم 
واستمر اللعب قليلا
إلى أن جاءت اللحظة 

لحظة ازداد فيها الألم بشكل جنوني وأصبح لا يطاق 
لكني أكملت المباراة خشية أن يقال انسحب 
جاءت هجمة أخرى مسكت فيها الكرة 
وعندما هممت بالنهوض 
لم أستطع 

فقد خذلتني قدمي  
خذلتني قدمي للمرة الأولى في حياتي 
فاجتمع ألم الساق مع ألم القدم 

أنهيت المباراة وذهبت عيادة الجامعة مع خالد ومعاذ وعبدالرحمن 
تورم الساق والقدم بشكل كبير وأصبح لمسهما شيء في غاية البشاعة 
فحولتني عيادة الجامعة على المسشتفى الجامعي 
انصرف خالد ومعاذ وبقي معي عبدالرحمن - و لن أنساها له - ففي لحظة انكسارك لن تنسى أبدًا شخصًا ضحى بشيء من وقته من أجلك... ويا ليته يعقلها الجميع !! 

وهناك
جلسنا من الساعة العاشرة مساء وخمس وأربعون دقيقة حتى الثانية بعد منتصف الليل !!
ما بين استقبال وكشف وأشعة حتى جاءت اللحظة
لحظة قراءة الدكتور للأشعة 
لوهلة أولى تبين أن هناك لاشيء في القدم 
لكن كيف ذلك ؟!! 
فالألم لا يحتمل !! 
دققت النظر مع الدكتور وعندما هم بالانصراف عن صورة القدم لرؤية الساق أشرت إليه بفراغ في امتداد عظمة الإصبع الأصغر - وهذا موضع الألم - استدرك الدكتور قائلًا هنا شعر - كسر جزئي - في العظم
ذهب إلى أشعة الساق تفحصها سريعًا ثم قال لا شيء هنا سوى كدمة متوسطة 
وأخبرني أنه يجب الانتظار لتجبيس القدم فهناك كسر جزئي بها 
..
ونحن في الانتظار 
جاءت سياراتا اسعاف محملتين بأشخاص على أسرة لا يتحركون 
ولكأنها رسالة من الله لتصبر ذلك القلب المنكسر ولتعلمك أن التأمل في مصاب الآخرين يهون على النفس كثيرًا 

وعندما دخلت غرفة التجبيس تذكرت شيئًا
يا إلهي إنها الغرفة نفسها 
تلك الغرفة التي زرتها مرافقًا قبل عدة سنوات عندما أصيب صاحبي أحمد بالرباط الصليبي - شفاه ربي - ..

هنا التقنا بعضا من الصور التذكارية 
 ولم تكن الجوالات تتحفنا بكاميرا أمامية جيدة؛ فالتقتناها على عدة مصورين 
 ‏وهناك امتزجت المشاعر 
 ‏مشاعر الحنين مع الألم مع مشاعر الحزن مع انكسار النفس وشعورها بالضعف 
 ‏فهذه أول مرة في حياتي أتذكرها مذ أن وعيت الدنيا أخرج من الملعب بداعي الإصابة.. !!

‏فهناك أسابيع ع الأقل قبل أن أستيطع ان ألمس كرة القدم أو أن أسير بشكل سليم 
جاءت الدكتورة ومساعدها وقامت بعملية التجبيس - وكان ذلك أول جبس أضعه في حياتي  - 
‏لحظات غريبة ومريبة 
‏كيف سأتحرك لاحقًا كيف سأذهب هنا أو هناك كيف سأستحم وو الخ 
‏لكن عندما ترى مصاب غيرك الجلل يهون عليك مصابك والله يتولى الجميع برحمته  
والعجيب أيضًا في الامر أنها أمرتني بالمراجعة بعد اسبوعين ولم. تعطني سوا يومين للاستراحة 😓
ذهب عبدالرحمن وأحضر السيارة وعدنا للجامعة وكانت معاناة شديدة 
فمرحبا بك في ثقلك الجديد ويجب ان تتاقلم عليه وتعيش جزءًا من أيامك معه 
..
مخرج : 
جزء من النص مفقود وربما يظهر في مشاركة قادمة
مخرج 2 : 
الحمدلله الآن بحالة جيدة وتماثلت لشفاء بفضل الله بنسبة كبيرة 

الخميس، 12 أكتوبر 2017

#شخبطة 10 #ضجيج_الأرواح

مع مجريات الحياة..
تسمع ضجيجها من حولك !
فهذا يضحك بهستيريا وهذا يركض خلف فتاة عشقها قلبه
والآخر لديه هدف دنيوي يسعى وراءه وذاك انشغل في طموح أخروي سهر الليل من أجله..

هناك..
على تلك الضفة
فتاة تسعد بعُرسها والأخرى حزينة بسبب سقوط جامعي..

على الضفة الأخرى
أم ثكلى بابنها وتلك سعيدة بزواجه..

وأنت بين هذا وذاك
تنظر إليهم
تتفحصهم جيدًا بعينك التائهة..
فالكل مشغول ومنهمك حد التعب حتى لو في اللعب وما لا طائل منه..
المهم أن الكل مشغول بهمه

تتأمل قليلًا لتتصور نفسك مكان أحدهم
أهكذا تؤول إليه الحياة ؟
أوهكذا تفنى الأعمار ؟!!
لابد أن هناك شيئًا آخرا يكتمل به المشهد..

تذهب بروحك بعيدًا عنهم باحثًا عنه لتشعر بالوحدة وأنت بينهم
تأكل أكلهم وتشاركهم بعضًا من اهتماماتهم لكنك روحك تشعر أنها غريبة
غريبة حد التوحش !!

تذهب بك هناك بعيدًا عنهم حيث الأسئلة اللامتناهية والتفكير اللامحدود..

فتتأمل حالك وحياتك ومن ثم تعود بعد رحلة البحث منهكةً من التعب
فلا شيء يجدي ولا شيء يفيد... ! 
فواحراه يا قلبي المكلوم بفقد روحه ويا آسفى على عقل ضل معالمها
.
وبمرور الزمن...
تتناسى روحك برهة من الوقت لتنخرط في مشاغل الحياة وتدور في الدوامة التي كنت تنظر إليهم من خارجها...
وتعيش هناك ماشاء الله أن تعيش....

وفجأة تعود إليك روحك الذابلة من الهجران والبعد..
تطرق بابك قلبك وتحلق في أطياف عقلك وتذكرك بمن هو أنت
لتعود خارج الدوامة وتنظر إليهم من بعيد..
ومرة أخرى يتكرر المشهد

يتكرر المشهد على فترات متقاطعة من حياتك
وفي كل مرة نفس الألم..
ألم الغربة الموحشة والفقد الموجع !! 


الأحد، 8 أكتوبر 2017

#شخبطة 9 ماذا حدث !!

في يوم عادي مع اشراقة الصباح ,,
ذهب صاحبنا لدورة المياه – أجلكم الله – نظر إلى وجهه في المرآة, وتأمل فيها قليلًا..
فلاحظ شيئًا غريبًا غير الذي اعتاده في سنوات عمره الأخيرة – فقد غزى التصحر شعره  ليعلن عن مساحة إضافية في جبهته.. واحتل سقوط شعره مكانة كبيرة ليظهر بعضًا من بياض رأسه,, 
أما هذه المرة فقد لاحظ لمعانًا بدا على وجنته اليسرى لأول مره. بدى اللمعان غريبًا ؛ فصحابنا لم يعهد اللمعان في شعره الجاف.
اقترب من المرآة وحدق النظر أكثر..

يا إلهي 

 إنها شعريات بيضاء معلنة غزو الشيب في شعره ,, واحده اثنتين,,  وأخريات هناك في جهة مقابلة.  تأمل في نفسه قليلًا ثم دمعت عيناه !
فماذا حدث ...
أي هموم أثقلتك يابن الخامسة والعشرين كي يشيب شعرك.. أي ضيق في صدرك حرق شعر رأسك ليشيب وأنت في ريعان شبابك 
أم هي بداية مرحلة جديدة من الكهولة المبكرة لتعلن عن موت الفجأة للشباب !! 
تأمل حاله قليلًا ليرى ماذا قدم في عمره – والمحصلة كانت مخيبة للآمال – فلو أخبرته  وهو ابن الخامسة عشرة أن هذا سيكون حاله لضحك منك استهزاءً !!

فيا لجمال الخامسة عشرة , عشر سنوات مضت على تلك الأيام الجميلة !!

فقد كان يحفظ كتاب الله ومتوفقا في دراسته , وعلى درجة كبيرة من طاعته لربه وكان محبوبًا – أو ربما كان يرى ذلك في مخيلته – لقد كان فتىً أنموذجًا كما كان الجميع يراه

فماذا حدث !!
لقد تغير كثيرًا – ويالته كان للأفضل – فساءت علاقته مع ربه وعلاقته بكل شيء تقريبًا حتى نفسه التي بين جنبيه..

عشر سنوات كانت كفيلة لترمي به بعيدًا عما كان يرجوه من نفسه, وتلك الثلاث الأخيرة منها أجهضت ما تبقى من حلم يراه أو طموح يتمناه..

خمس وعشرون عامًا على وجه الأرض والمحصلة تقترب من الصفر بل ربما تتخطاه نحو السالب لتهذب هناك بعيدًا حيث الانهزام النفسي والشعور باليأس وفقد الوجهة وانتكاسة في الدين والخلق..

خمس وعشرون عامًا كانت كفيلة بأن تعلن بداية النهاية للشعر الأسود واحتراق بعضه ولا حول ولا قوة إلا بالله

لكن

يبقى الأمل فيما تبقى من أيام عمره
ولسان حاله يقول :
" يصلح الله ما أفسده الدهر ..
  يصلح الله ما أفسده الدهر ,, "




السبت، 17 يونيو 2017

ومرة أخرى.. نجا !!

ولأن القلم كتب له عمرًا آخر
نجا !!

وحتى يأذن الله بالرحيل ويرحل صاحبنا، سينجوا في كل مرة
فماذا حدث هذه المرة ؟!!

في عودته للقصيم من الرياض
ودع صاحبه على أمل أن يلتقي به قريبًا

وربما كان الموت أقرب
فقي منتصف الطريق تقريبا بدأت حرارة سيارته في الاتفاع شيئًا فشيئًا حتى جاوزت النصف بقليل
هدأ من سرعة السيارة وسار بها حتى وصل الغاط - وهي محافظة تبعد عن القصيم 100 كم تقريبا
كانت حرارة السيارة تنخفض عن النصف قليلًا
وجاء في خلده أنه لو فتح غطاء المبرد والسيارة تعمل فلن يحدث شيء فالماء مستمر في الدوران في مجاريه حول المحرك
ولكن حدث ما لم يكن بالحسبان
فما أن أزال غطاء المبرد.. حتى خرجت نافورة مرعبة من فوهة المبرد أحرقت جزءً من أصابعه رغم بعده عنها بسرعة شديدة
أسرع نحو كرسي السائق وأطفأ المحرك
ثم ترك السيارة تهدأ لمدة تزيد عن النصف ساعة

ملأ المبرد وأكملت طريقه
و ارتفعت الحرارة متجاوزة النصف مرة أخرى
واضطرر لخفض السرعة تحت  ١٠٠كم/س
حتى وصل مفترق الطرق بين المذنب وعنيزة...

أخذ الطريق متجهًا إلى المذنب
لسوء الحظ كانت هناك تحويلة في الطريق
ولم يكن عرض التحويلة يتسع لأكثر من سيارتين

وهناك
مع قرابة الفجر
فعلتها معه مرة أخرى
ولكن هذه المرة بشكل أكثر بشاعة
فقد ارتفعت حرارة المحرك بشكل تزايدي عجيب حتى كادت أن تقترب من الحرارة القصوى واذا وصلت هناك يعني احتمالية دمار المحرك
فهناك أمران محتملان
إما أن يسير بها ويضحي بالمحرك على أن يسلم هو وتسلم السيارة من الحوادث
أو
أن يطفئها مكانها ويحاول أن ينقذ ما يمكن إنقاذه !!
بالطبع اختار الثانية

فأطفأ السيارة وأشعل انوار التحذير
وتلفظ الشهادتين وكأنه ينتظر حتفه المحتوم !
لبرهة من الوقت
مر على ذاكرته موقف مماثل في شوارع الرياض وكانت كارثة لم تحمد عقباها ولا حول ولا قوة الا بالله

ولحسن الحظ
تذكر أنه رأى مثلث الانتظار في شنطة السيارة
فتح البوابة وأنا أتحرك بسرعة مخيفة
كأن يبدو وكأنه في تمثيل ولسان حاله يقول - عذرا يا عقلي إنه واقع !!

أخذ المثلث وهو يفتحه ويركض مبتعدًا خلف السيارة
قدر المسافة تقريبيا
أخرج المثلث وفتحه ووضعه على الأرض
ولكن كان هناك ضلع مكسور
حسنًا ... لا بأس

أخذ يلوح بيده بضلع المثلث المكسور
للسيارة القادمة من بعيد ولساني حاله يقول " يارب سلم سلم "
جاءت السيارات مسرعة وكأنهم يودون أن يدركوا السحور في بيوتهم.. فلم يبق سوا بضع وأربعون دقيقة على أذان الفجر
ومرت ناقلات كبيرة وكادت ان تحل الكارثة لولا لطف الله
وإلهامه له بما صنع
ذهبت أول دفعة من السيارات - يبدو أن أنها قادمة من ٱشارة مرورية -
وهناك تذكر شيئًا
السيارة حرارتها مرتفعة جدًا
ولابد من فتح غطاء المحرك كي تبرد بشكل أسرع !!

وقبل أن ينتهي من الفكرة كان وضعها قيد التنفيذ
ركض نحو السيارة بسرعة مدهشة
وفتح الباب ليفتح غطاء المحرك
وهو ينظر هناك من بعيد خلف السيارة كي لا تأتي سيارة وتدهسه - هو وسيارته جميعًا -
بفضل الله
أتمم المهمة وعاد راكضًا نحو موضع المثلث ليلوح بيده بالضلع المكسور وينبه السيارات القادمة
انتظر قرابة الربع ساعة

وعاد للسيارة راكضا للتأكد من وضع الحرارة...
 الآن
لا بأس انها انخفضت دون النصف

حسنًا لابد من الإسراع وتحريك السيارة قدمًا
وهناك
لاحت في الأفق سيارات قادمة
إذا ما عليه فعله هو أن يلوح بيدي للمرة الأخيرة
ومع آخر سيارة
كان متجها نحو السيارة بكل ما أوتي من سرعة  حاملا  المثلث في يده
اغلق غطاء المحرك وباسم الله
اشعل المحرك وانطلق
وحدث شيء غريبًا
لقد عادت حرارة السيارة إلى وضعها الطبيعي حنى وصلت إلى المنزل !!

بالفعل
كان موقفًا أشبه بالحلم
ولوهلة
كان اطيعتقد أنه في فيلم وأنه يجب عليه أن يبدع في التمثيل
كان قلبه يخفق بشدة وعقله يظن كل الظنون
لكن بفضل الله
نجا !!

الأحد، 4 يونيو 2017

شخبطة 11 #الغريب_الذي_في_المرآة !

أتذكر تلك اللعبة التي انكسرت وقضيت ليلتك باكيًا عليها؟ 
كانت أكبر همك حينها. ترى هل ما زال حزنك كما هو؟!

هل تذكر تلك الليلة التي قضيتها حزنًا على درجة مادة سيئة حصلت عليها خلال دراستك وكانت ليلة تعيسة حتى أظلمت الدنيا في وجهك وظننت أنها النهاية

هل ما زال ألمك كما هو؟ أم تغير! بالفعل لقد أصبحت نسيًا منسيًا فتغيرات الحياة، سرعتها عجيبة وهيأتها غريبة!

وماذا عن نقاش حادٍ مع أحدهم -ربما خسرت فيه من تحب- ثم ما لبثت أن تغيرت آراؤك وتبدلت وجهات نظرك،
ثم ها أنت تعود لصاحبك الذي كسرت قلبه بكلماتك الجارحة فتجد نفسك وقد حذفك من قلبه وبلا رجعه!

تصبح محبًا لفلان لتمسي كارهًا له! 
يصبحك الله على طاعته وتمسي غارقًا في معصيته. يمهلك الله فترة أخرى لعلك ترجع. ولكن الإنسان على طبعه (وخلق الإنسان ضعيفًا).

تعاهد الزمن ليبقى أحدهم صديقك أبد الدهر. ثم يفجعك القدر بأنه اختاره للقاء ربه – رحم الله كل من فقدنا وأسكنهم أعالي جنانه –. لتعود بقلب مفجوع وعزاؤك (إنا لله وإنا إليه راجعون) اللهم ارحم فلانًا واجمعنا به في مستقر رحمتك.

تذهب مرة أخرى باحثًا عن صديقٍ يعينك على الحياة لوهلة، تظن نفسك وجدته. يُسر قلبك بذلك، أخيرًا وجدت من يجمعني به التوجه في الحياة والأنس في العمل. 
يسير بجوارك برهة من الوقت. 
وفجأة.. وبلا مقدمات
 يتركك في قارعة الطريق وحدك! ليترك جرحًا كسابقه، 
ورحم الله أبو البقاء الرندي، فقد كان بليغًا في قوله: «وَلا يَـدُومُ عَـلَى حَالٍ لَهَا شَانُ وهذه الدنيا».

وحتى هذا الذي ما إن رأيته حتى تنصرف عنه قد أصبح من أحب الناس إلى قلبك والعكس يحدث أيضًا! 
فرضي الله عن آخر الخلفاء حين قال: 
«أحبب حبيبك هونًا عسى أن يكون عدوك يومًا ما، وأبغض عدوك هونًا عسى أن يكون حبيبك يومًا ما».

وللزمن تغيرات مهيبة وسرعتها مفجعة! 
(وكل في فلك يسبحون) 
وعلى خطاها تتغير أنت. 
نعم، تتغير أنت، لتصبح شخصًا آخر، لا يشبهك عقلًا ولا فكرًا!

حتى تلك الأشياء من حولك تغيرت معك، وهواياتك، والشيء الذي يبهجك، والذي يكدر عليك صفو عيشك، ورياضتك المفضلة… إلخ. 

كل شيء تغير!!
وحينها ستنكر نفسك التي أنت عليها الآن عندما تراها في شخصٍ آخر! 
ستنزعج بشدة من تصرفاته! وتتعجب حقًا من أفعاله!!

أنت لست فلانًا الذي تعرفه قبل عقد من الزمان أو عقدين من الزمن! 
فاهتماماتك أيضًا بالفعل تغيرت! 

بالأمس..
كنت فلان الذي يهتم بشيء ما ويبذل قصارى جهده فيه وهو مستمتع بما يفعل. 
بالأمس..
كنت ذاك الشخص الذي يقضي ليله وهو منشغل البال بأمر ما ويعمل ما بوسعه لتحقيقه، أما اليوم، فلم يعد يعير انتباهك مطلقًا، 
بل لربما شعرت بالحسرة والندم على طاقتك المفرغة في هذا الشيء الذي (تدرك اليوم) أنه لا يستحق كل هذا! 
ربما لو أدركت ما تدركه غدًا في يومك هذا لما فعلت ما تفعله الآن!

لذلك لا تكن متعصبًا لرأي ولا لشخص ولا لأي شيء مطلقًا، 
وخذ من قول هذا ورد من قول ذاك، 
إلا القرآن والسنة عندها قلها من قلبك (سمعنا وأطعنا) وأحب أصدقاءك ولا تبالغ، واكره أعداءك ولا تسرف!

فلا تدري ماذا تأتي به الأيام! ولا ماذا تفعل بك الأقدار!

واسأل الله ثباتًا في الحق وإخلاصًا في العمل

Image result for ‫المرايا‬‎