أمسية عائلية جميلة من المستقبل
جلس الولد يتفرج مع والده على تلك الصور - أيام عشرينياته -
وظهرت صور لقوم يلبسون البدلة العسكرية..
شعرالطفل بالنشوة فلطالما راده حلم أن يصبح ضابطًا منذ وعي على قيد الحياة
وبدأ يدرك معانها..
فالطالما سمع من والدته الحسناء " أن الضباط مهمتهم إقامة العدل وضبط السارقين والمخالفين, أو حماية الوطن من الأعادي والماكرين "
وياله من حلم جميل ومهنة عظيمة.
فيهما ينطبق الحديثان ( عينان لا تمسهما النار : عين بكت من خشية الله, وعين باتت تحرس في أمان الله ). هذا في الحماية الداخلية ..
وأما الخارجية : ( رأس سنامه الجهاد في سبيل الله )
فإما هذه وإما تلك
وكلاهما خير عظيم, ومهمة كبيرة.
وفجأة..
من بين تلك الصور:
ظهرت صور لآخرين يلبسون البدل لكنهم لا يفعلون شيئًا مما أخبرته به والدته
فهؤلاء:
كانوا يبيعون بعضًا من الخضروات كالبطاطس
أو شيئًا من اللحوم وما إلى ذلك من مسلتزمات الحياة كالمواد الغذائية والجبنة الحادقة !!
وهناك ..
جن الطفل جنونه
وصرخ في والده " ومن هؤلاء يا أبي ؟!!! "
ألم تخبرني ماما بأن من يلبس تلك البدلة فإنه كذا وكذا ( يقصد ما قصته عليه والدته )
هنا تنكس رأس الوالد أكثر وقال بكل حزن :
" يا ولدي
عندما اغتصب هؤلاء السلطة.
ضلوا وأضلوا وضلو كثيرًا عن سواء السبيل ..
تنفس بحرقة ثم تابع حديثه :
في صغرنا يا ولدي..
خان العسكر رئيسهم المنختب وانقلبوا عليه ,
وحكمونا بالسجن والقتل..
فعاثوا في الارض الفساد
فلطالما سجنوا وقتلوا أهلنا في أنحاء المبروكة ..
فكل من خالفهم ولو بإشارة سجنوه ولفقوا له التهم ولو كان من بني جلدتهم..!
سأل الطفل في دهشة : " ولكن لماذا يبيعون البطاطس يا والدي ؟!! "
ضحك الوالد بكل ما تحمله الضحكة من سخرية واستهزاء.
ثم أخرج زفرة حارة تحمل كل الألم :
يا صغيري
كان عصابة مارقة .. كانوا تجار مسلحين ..
فأفسدوا على الناس بضاعتهم وتولوا هم امداد الناس بالأساسيات
كي يجنوا منها الأموال العظام..
يا ولدي..
كنت تسير في شوارع المعمورة فترى البدل تهان هنا وهناك
فهذا ضابط برتبة عقيد " يجمع ضريبة الطريق " وآخر جندي مقاتل " يعمل في مصانع الكحك "
أما ذاك الذي ترى في الصورة أمامك
ضابط شرطة يبيع البطاطس للشعب المقهور.
انصعق الطفل لما سمع وسأل " بابا, كان الضابط يبيع البطاطس والطماطم للناس ؟ "
فأجاء الوالد بكل سخرية..
نعم يا ولدي..
في الوقت الذي كان ضباط المخابرات يبيعون اللحمة
كان ضباط الداخلية يبيعون البطاطس ..
فكر الطفل لوهلة ثم قال:
أكان منتهى أملي في وقتكم أن أبيع بطاطس !!
" قحّا يا بابا "
جلس الولد يتفرج مع والده على تلك الصور - أيام عشرينياته -
وظهرت صور لقوم يلبسون البدلة العسكرية..
شعرالطفل بالنشوة فلطالما راده حلم أن يصبح ضابطًا منذ وعي على قيد الحياة
وبدأ يدرك معانها..
فالطالما سمع من والدته الحسناء " أن الضباط مهمتهم إقامة العدل وضبط السارقين والمخالفين, أو حماية الوطن من الأعادي والماكرين "
وياله من حلم جميل ومهنة عظيمة.
فيهما ينطبق الحديثان ( عينان لا تمسهما النار : عين بكت من خشية الله, وعين باتت تحرس في أمان الله ). هذا في الحماية الداخلية ..
وأما الخارجية : ( رأس سنامه الجهاد في سبيل الله )
فإما هذه وإما تلك
وكلاهما خير عظيم, ومهمة كبيرة.
وفجأة..
من بين تلك الصور:
ظهرت صور لآخرين يلبسون البدل لكنهم لا يفعلون شيئًا مما أخبرته به والدته
فهؤلاء:
كانوا يبيعون بعضًا من الخضروات كالبطاطس
أو شيئًا من اللحوم وما إلى ذلك من مسلتزمات الحياة كالمواد الغذائية والجبنة الحادقة !!
وهناك ..
جن الطفل جنونه
وصرخ في والده " ومن هؤلاء يا أبي ؟!!! "
ألم تخبرني ماما بأن من يلبس تلك البدلة فإنه كذا وكذا ( يقصد ما قصته عليه والدته )
هنا تنكس رأس الوالد أكثر وقال بكل حزن :
" يا ولدي
عندما اغتصب هؤلاء السلطة.
ضلوا وأضلوا وضلو كثيرًا عن سواء السبيل ..
تنفس بحرقة ثم تابع حديثه :
في صغرنا يا ولدي..
خان العسكر رئيسهم المنختب وانقلبوا عليه ,
وحكمونا بالسجن والقتل..
فعاثوا في الارض الفساد
فلطالما سجنوا وقتلوا أهلنا في أنحاء المبروكة ..
فكل من خالفهم ولو بإشارة سجنوه ولفقوا له التهم ولو كان من بني جلدتهم..!
سأل الطفل في دهشة : " ولكن لماذا يبيعون البطاطس يا والدي ؟!! "
ضحك الوالد بكل ما تحمله الضحكة من سخرية واستهزاء.
ثم أخرج زفرة حارة تحمل كل الألم :
يا صغيري
كان عصابة مارقة .. كانوا تجار مسلحين ..
فأفسدوا على الناس بضاعتهم وتولوا هم امداد الناس بالأساسيات
كي يجنوا منها الأموال العظام..
يا ولدي..
كنت تسير في شوارع المعمورة فترى البدل تهان هنا وهناك
فهذا ضابط برتبة عقيد " يجمع ضريبة الطريق " وآخر جندي مقاتل " يعمل في مصانع الكحك "
أما ذاك الذي ترى في الصورة أمامك
ضابط شرطة يبيع البطاطس للشعب المقهور.
انصعق الطفل لما سمع وسأل " بابا, كان الضابط يبيع البطاطس والطماطم للناس ؟ "
فأجاء الوالد بكل سخرية..
نعم يا ولدي..
في الوقت الذي كان ضباط المخابرات يبيعون اللحمة
كان ضباط الداخلية يبيعون البطاطس ..
فكر الطفل لوهلة ثم قال:
أكان منتهى أملي في وقتكم أن أبيع بطاطس !!
" قحّا يا بابا "