الجمعة، 18 أكتوبر 2019

#بث_مباشر 7 السادس من أكتوبر عودة غير متوقعة ! ج2

التاسعة والنصف صباحا
يطرق سكرتيره باب مكتبه مستأذنا له بدخول فلانة للمقابلة،،
يوافق بابتسامته المعهودة
بعد لحظات
تدخل سلمى من الباب ملقية التحية،
وما أن رآها حتى فجع قلبه وانكسر خاطره،، وأصبحت دمعته للبكاء أقرب،،
رباااااه،،
أهذي سلمى الجميلة، الفتاة الثلاثينية، أهذه من سرقت قلبي في العشرينات؟
لما أصبحت هزلية ومنطفئة، وتعيسة حد البؤس !

رد التحية ولم تتعرف عليه، فيبدوا أن هموم الدنيا أنستها كل شيء،،
طلب منها أن تستريح إلى أقرب مقعد مجاور،،
تأمل وجهها الشاحب للحظات
ثم سألها كيف حالك سلمى ؟
قالها بلطف وكأنه يقول (كيف حالك حبيبتي)
أجابت: الحمدلله في ستر وعافية
ثم بدأ يسألها عن دراستها والدورات وما إلى ذلك
ثم سألها قائلًا
هل لي من أسئلة شخصية؟
فأجابت على مضض تفضل، وهي تقول في نفسها
قاتل الله الحاجة لولاها لرددت عليك ردا جارحا
سألها قائلًا:
هل تذكرين أحمد بن فلان ؟؟؟
هوى السؤال على مسامعها كالصاعقة، وتجمد الدم في عروقها،
يا إلهي إنه هو، هو نفسه ذلك الذي تعاليت عليه كثيرًا
أأطلب عملا في شركته، كادت أن تنهار لولا أن تماسكت بالرمق الأخير من قواها، ثم قالت وعينيها تتلألأ من الدموع:
سأنصرف عن اذنك، وهمت بالإنصراف.

ناداها قائلًا: لتهدئي يا جميلة،، وأمر لها بكوب ماء وبرتقال
وانصرف إلى جهازي المكتبي ليقوم بأداء بعض المهمام ..

في تلك اللحظات, خفق قلبها وهو يجر كل آثار الخيبة ومواطئ الندم..
يا إلهي
إنه ليس كما توقعت مذ خمس سنوات، فهو منمق وصاحب أسلوب راقي،
أيارب..
بأي ذنب تعاقبني، لو لم أره، لما زال ذلك الرأي في ذهني غير أني لا أتذكره أبدًا

لحظات قصيرة خطف قلبها وعضت أصابع الندم،،
فبعد قصته بسنتين
تزوجت ذكرا لم يتق الله فيها وأذاقها الأمرين،، ثم طلقها ولم يعطها من حقها شيئا..
وطول تلك المدة الماضية تعاني الأمرين في بيت والدها فهي المطلقة صاحبة الثمان وعشرين سنة




قطع أفكارها قائلًا
لتهدأي يا سلمى، فلن أرد الصاع باثنين أو أرده أساسًا, ولا أجد شيئًا في صدري مما حدث وهو يعلم أنه يكذب !
يا رفيقة،،
لا نعامل من عصى الله فينا إلا بأن نطيع الله فيه،
فلتهداي يا أختي،، وكل شيء مكتوب ومقدر

آمل أن يسعدك الانضمام إلى فريق العمل، وأن تجدي بيئة مناسبة لك، وتفيدي شركتنا بإبداعك، ونثري خبراتك في شركتنا
فمذ عرفتك وأنا اعلم أنك مبدعة،،

ابتسمت ابتسامة جميلة وكأنها تشرق من جديد
وهمت بالانصراف قائلة
سأكون عند ظنك هذه المرة يا مهندس أحمد
فرد لها ابتسامة مماثلة
آمل ذلك، ولتأتي بعد أسبوع كي توقعي العقد

وانصرفت ...

الأحد، 6 أكتوبر 2019

#بث_مباشر 6 السادس من أكتوبر عودة غير متوقعة ! ج1

السادس من أكتوبر في مدينة السادس من أكتوبر

بعد عدة سنوات من تلك الحادثة،،
يجلس صاحبنا على مكتبه الوثير في شركته الكبيرة، يراجع بعض السير الذاتية المرسلة إلى البريد الإلكتروني للتقديم على الوظيفة التي أعلن عنها قبل ستة أيام،،
في العادة,,

لا يقرأ الأسماء، فهو يراجع المهارات والشهادات التي حصل عليها المتقدم/ة وعلى أساسه يصنف, فلن تقوم الشركة بالمعارف !!


واحدة جيدة وأخرى يضعها في المهملات وهكذا
حتى وصل إلى تلك
تاريخ التخرج نفسه - الكلية نفسها مكان البيت نفسه
وبسرعة البرق لمحت عيناه اسم صاحب السيرة،،

يا إلهي ،،
إنها هي،،، سلمى؟؟
فتح عيناه محدقا لكنه كان لا يقرأ شيئًا،، كان عقله يغوص في تفاصيل الماضي، ويستذكر تلك القصة القديمة بكل تفاصيلها، وكل الرسائل التي دارت بينهم،،
يستذكر كيف كانت تقلل من شأنه، وهو يعاتبها بلطف يتذكر كل شيء حتى حين قالت له (أنت لا شيء)
وكيف ينسى تلك الكلمة التي باتت مغروسة في جدار عقله، وكم قاتل ليثبت لنفسه أنها كانت مخطئة،، مخطئة تمامًا..
رباه كم كان هذا مؤلمًا،،

بعد عدة دقائق، يعود إليه وعيه
يا إلهي،، الجميلة سلمى تريد العمل لدي في الشركة،
لو صبرت قليلًا لأصبحت مالكةً لها معي،،
لكنه الغرور والكبرياء


فحين كانت ابنة الرجل الغني، كان هو ابن الرجل الذي يعيش على حد الكفاف،،
وحينها لطالما حقرته وتطاولت عليه،،
واليوم
يرى بأم عينيه، سيرتها الذاتيه في بريد الشركة تطلب وظيفة عنده!!

يا إلهـــي,,
لقد تغيرت الدنيا على نحول غريب وعجيب، والحمدلله الذي أذهب عنا الحزن
وياتُرى..

مالذي حل بها؟

يرفع سماعة الهاتف طالبا سكرتيره
اتصل بفلانة وأخبرها أن لديها مقابلة في التاسعة والنصف صباحايؤجل اجتماعاته للغد، ويهيئ نفسه جيدا للمقابلة وكأنه هو الموظف لا الموظف!

فهو يريد أن يعلم ماذا حل بحبه الأول، وكيف ناءت به الدنيا من بعده،،
وفي الوقت نفسه

محتار جدًا،، لا يدري هل يرد الصاع صيعان ؟؟ وهو يستطيع..




فبإمكانه مثلا أن يخبرها "كنت أريدك أهم نساء الأرض في حياتي" واليوم لا أرضى بك عاملة نظافة!
أم
أنه يؤثر الحب القديم على نفسه ويحسن إليها ما استطاع؟؟

لنقرر ذلك في الغد 👌

الأربعاء، 2 أكتوبر 2019

الإنسان والتيار الكهربائي ج2

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد,

في الجزء الأول,,
ذكرت الطريق السهل والأقل مقاومة الذي يتخذه الإنسان في حياته,,
بالمناسبة:

هذا الطريق يختاره معظمنا, فهو طريق سهل ويسير بالعموم ومحبب إلى النفس !!
فلا مشاكل مع سياسيين أو غيرهم من المتنفذين !!

أما الطريق الآخر..
الذي يسلكه العلماء الربانيون ومن كان على نهجهم من السياسيون والتجار,, فهذه طريق موحش جدًا, فبين عشية وضحاها يذهب بكل مالك وربما حياتك أيضًا !!
تحرق أعمارك في غيابة الجب بغير حق غير أنك سلكت طريقًا وعرًا تبتغي به وجه الله والدار الآخرة وإصلاح الأغلبية في الطريق الأول !!


الطامة هنا..
أن الجميع – إلا من رحم ربي – يسيرون في الطريق السهل وكانت هذه النتيجة التي نعيش فيها !
تيه وتفرق وضلال في شباب المسلمين وضياع بشع !!
فالكل 
أصبح يريد النجاة بنفسه.. وإذا نجى – وأعني هنا المصلح ولا أتكلم عن الفساق أو المفسد - وأغناه الله من فضله, أكثر علينا من التبرعات هنا وهناك وزيارة بيت الله كم مرة كل عام وما إلى غير ذلك من بناء المساجد وتحفيظ القرآن وو إلخ
وغض بصره – أو ربما أعماه – عن ما ينكل بإخوانه المسلمين في بقاع الأرض قاطبة..
وإذا تحدثت معه, أصابك بشلل في تفكيرك بقوله " المهم أن نصلح المجتمع وبناء الشباب وو وما إلى غير ذلك من الأمور التي رسمها له سيده الحاكم  !! "  ولا يتعداها كي لا يزج به في السجن !!
وكأن دين الله هو الإطار الذي رسمه فلان أو علان ممن يعتلون عرش الحكم !!

تخبره عن شأن الشركات الرأسمالية وأنهم محتلون جاؤوا ببدل رسمية فيأخذوا خيرات البلاد والعباد, ويخربوا على تجار البلاد بضاعتهم,, 
فيقول: كذبت هم مستثمرون ولا ذنب لهم أنك ضعيف لم تحاول أن تطور من نفسك – ولست هنا بالحديث عن ذلك –
هذا كالذي جلس يخدم بيت الله وترك الجهاد في سبيله معتقدًا أنه أدى ما عليه !!
خدمة بيت الله خدمة عظيمة وأجرها كبير ولا شك !
لكن الله يقول : ( أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن ءامن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله )

مع الوقت..
نترك كلنا الطريق الصعب الواجب ونلوج في السهل, ونترك العدو يغتصب أرضنا ونساءنا وأموالنا ونردد : أصلح المجتمع وحفظ القرآن للصغار وهم سيفعلون !!
قيل هذا الكلام لنا يوم أن كنا صغارًا
فكيف حالنا الآن أبناء العشرين والثلاثين !!
أم
أننا أغبياء لا نستفيد من تجربة واقعية مررنا عليها جميعًا !!

ختامًا
السير في الطريقين واجب وكل ميسر لما خلق له,,
لكن الأجر كبير عند الله في الوعر , والنبي صلى الله عليه وسلم أجاب عندما سئل عن أفضل الجهاد قال ( كلمة حق عند سلطان جائر ) صححه الألباني
فلا ينبغي للجميع أن يسلك الطريق السهل
لأن نهاية الأمر سينقلب على الأكثر طريق صعب وموعر جدًا !!

اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك

الثلاثاء، 1 أكتوبر 2019

الإنسان والتيار الكهربائي ج1


الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد,

تقول أسياسيات علم الكهرباء : أن التيار الكهربائي إذا كان يسير في موصل ثم قابل موصلين, فإن معظمه يختار الأقل مقاومةَ كهربائية له..
وجزء قليل منه يذهب للأكثر مقاومة, لأنه يحتاج إلى فرق جهد كهربائي عالٍ !!
وكمية التيار الذاهبة إلى كل من الموصلين تعتمد على فارق المقاومة بينهما, فإذا كانت المقاومة لإحداهما كبيرة جدًا مقارنة بالآخر, ففي تلك الحالة يعتبرها التيار أنها غير موصل للكهرباء ويسير كله هناك..
 في الموصل الأضعف مقاومة !!
وهنا رسم مبسط لغير المتخصصين..

حسنًا عزيزي القارئ/ عزيزتي القارئة..
صديقنا التيار الذي كان يسير في موصله بداية ثم وجد موصلين أحدهما مقاومته كبيرة جدًا مقارنة بالآخر, فاختار الأسهل بينهما..
ينطبق علينا – نحن البشر – أيضًا, وبشكل كبيرًا جدًا !
التيار موصلاته لا يهمها أي طريقٍ سلك, المهم أنه يسير ويصل إلى نقطة ما !!
أما عندنا نحن بنو آدم فالطريقين بنفس الأهمية ولا يقل أحدهما عن الآخر..
بل
لربما في بعض الأوقات, كان السير في الطريق الوعر أوجب من ذلك الطريق اليسير..
لكن الذي يحدث أن لا أحد يفضله أبدًا وقل القليل من يسير فيه..
فهو بطبيعته ذو مقاومة عالية جدًا وقد يؤدي إلى إتلاف الشخص الذي يسير فيه !!

حسنًا
دعوني أوضح أكثر,,
الإنسان المسلم في طريقه إلى الله.. لديه طريقان..
الأول:
سهل مقاومته يعتمد عليه فقط كي ينجح, فبإمكان معظم البشر النجاح على المستوى الشخصي بشكل كبير.. كبير جدًا !!
أنا على ظن أشبه باليقين أنه:
بإمكان معظم من يقرأ/تقرأ هذه الحروف, أن يجتهد في عمله أو دراسته أو تجارته وما إلى ذلك.. ومن ثم يعيش في وضع جيد نسبيًا.. وآمن أيضًا..
ويقنع نفسه بأعمال خيرية ( من طقوس تعبدية وما إلى ذلك ) من أعمال البر المنشودة والتي أزعجنا بها المشايخ ليل نهار..
ومن ثم يقول في نفسه أنا فعلت ما علي, تعبدت الله بما يجب وأعيش حياتي كما أريد !!
هذا طريقٌ سهل جدًا, والأمور فيه غالبًا محمودة ومقدور عليها..

يتبع،،،