السبت، 31 مارس 2018

#بث_مباشر 5 لم الإعراض !!

رغم أنّي أعلم أن القلب لا يرأس شيئًا في قراره , ولا يملك أمرًا في اختياره..
إلا أني لأعجب من صدّك عني وبعدك مني !!

أنا - وليس عليّ سوا أن أعترف - مغرم بك , ومعجب بتصرفاتك . لكم حدثتني نفسي أن نصبح سويًا , وأن نمضي طريقنا معًا ..

كنت أتخيل نفس أمهّد طريقًا لنسلكه , ومجدًا نفتخر به ..
كان يأتيني هاجس المحبة , وتخيل الصداقة قبله , فنكون لبعضنا أشياء كثيرة !!

يشكي هم أحدنا للآخر ليشد من أزره , ويربط على جأشه.. 
وأما الثاني .. فيأتي الأول وقد تكالبت عليه الهموم وأثقلته الغموم , فيقصها له ؛ فما يلبث إلا أن يشعر وكأن جبلًا سقط عن كاهله , أو تلًا أزيل عن صدره ؛ فتلك هي المحبة وأعلى درجات العلاقة ..

كنت أتمنى أن يكمل أحدنا نقص الآخر ؛ فكلٌّ له ما يميزه عن غيره ونقصًا يكمل برفيقه ..
لكن ..
ما حدث هو عكس ذلك تمامًا ...
قُوبلت بالصد والنكران , والقطيعة والهجران ؛ حتى أني لآتيك فأسألك عن حالك , فلا ألقى ردًا , وأنشدك عن أخبارك ,  فلا أسمع إلا همسًا ...
ولسان حالك يقول " لم أخلق كي ألتقي بك أو أعيش معك " !! 
ورأيت لروحي استثقالًا على نفسك , أو أنك قد هيأت قلبك لغيري ؛ فأنار شوقًا له , وولعًا به ..

لكني لم أكن لأعرف , ومعاذ الله أن أحاول القرب منك , أو أترقب وصالك وأنا على علم بأن هذا القلب ممتلئ ..
ولو عرفت لردَّدت ( إنا لن ندخلها أبدًا ما داموا فيها ) ..
لكن كل ما أعرفه أنه خالٍ غير أنه لم يأنس بي بعد ؛ فكنت أحاول أن أكون مدهشًا لك , لكني لم أنجح .
وحاولت أن أبث إليك أسرار قلبي عن ما يبطن به نحوك ففشلت ..

إني لأعترف أني أخفقت في إيجاد مفتاحًا لقلبك , أو طريقًا إليه ..
فهل أجد له سبيلًا ؟!! 
أم نفترق على غير صلة .. رغم أني أحبك !!


الثلاثاء، 20 مارس 2018

شخبطة 14 كن قويًا ... بربك !!

على ذاك الرف من الكتب , ستجد " كيف تصبح قويًا " , وهناك ستقرؤ عنونًا " تخلص من نقاط ضعفك " ...
وغيرها الكثير من الكتب التي تصف الضعف بالسلبية , وتساعد على التخلص من ذلك كما يدعون ..!!

وفي حديث  الناس ..
ستسمع دومًا " الرجالة ما بتعيطش " و " البكاء للحريم " و " أوعى في يوم تنكسر وتبقى ضعيف " وووو 
مما يقتل فيك صفة الضعف أو يكاد يمحيها !! 

فتجدك بعد كل هذا الكم الهائل من النصائح " البراقة " وقد تحولت لشخص قوي" كما يصفون لك القوة " 
فمهما تمر عليك من الشدة تلو أختها , حتى تتذكر تلك الكلمات وهذه النصائح ؛ ومن ثم تبدؤ أنت بقتل تلك المشاعر التي تدل على ضعفك أو توحي به .. لأن هذا - في حد مفهومك - دلالة على عدم اكتمال الرجولة ..

بمرور الوقت ..
تجد الواحد منا وقد تحول إلى ما أشبه بالآلة ؛ جافة قاسية , فلا يستطيع أن يظهر مشاعر الحزن أو البكاء ... إلخ ,  ويحاربها بما أوتي من قوة ؛ لأن ذلك ليس من شيم الرجال ولا مروءاتهم !!

بعد كل هذا 
هل أنت نضجت الآن !! 

أزعم أن الإجابة بنعم هي أول اختيار ورد إلى ذهنك دون تفكير .. وأعتقد أنها إجابة خاطئة تمامًا .. 
وأنك تقتل في نفسك فطرتك التي فطر الله الناس عليها !!

ودونك بعضًا من الإيضاح أفصله بإيجاز :
أخبرني بربك .. كيف يريد رواد التنمية البشرية قتل صفة الضعف التي هي من أصل خلقة الإنسان !!
ألم يذكر الجليل في كتابه  ( وخلق الإنسان ضعيفًا ) !!

إن الإنسان مجبور على الضعف , وأنه يحزن عندما يصيبه مكروه أو يفزع عندما يحل الخوف به ...

ألم يرجع النبي - صلى الله عليه وسلم - ليلة نزول الوحي , وهو يرتجف خوفًا , مخبرًا أحب الناس إليه 
( دثروني دثروني ) ؟!!
ألم تدمع عينه - صلوات ربي وسلامه عليه - حزنًا وألمًا لفراق ابنه إبراهيم ؟!!

إن العيش في جميع المشاعر التي أودعها الله في الإنسان لهو الفطرة السليمة .. وإن إظهار مشاعر الضعف والانكسار لمن نحب هو طبيعي جدًا ..

أما ما يدعيه مروجو " كن قويًا " فقد انصرفوا في طريق تشويه النفس البشرية ومسخها عن ما خلقها الله عليه ..

عش مشاعرك : حلوها ومرها ولا تبالغ ..
واحذر 
أن تكبت فيك حزنًا أو ألمًا ؛ فقد يكلفك الكثير !! 








السبت، 17 مارس 2018

#بث_مباشر 4 أليس لي حق !

" هل نخرج سويًا في العيد ؟! " أجاب صاحبه " لا , ليس أول يوم ؛ فكما تعلم سأكون مشغولًا بمعايدة أقاربي , ربما ثاني أو ثالث العيد "  
تمتم صاحبنا بكلمات حزن معها قلبه , وملأت الدموع على أثرها عينيه , وأغلق اتصاله قبل أن يشعر صاحبه .

يآلله ..
عيد ما أقاربي .. لم يسمع تلك الكلمة منذ زمن ؛ ففي الغربة فقد متعة العديد والعديد من الأشياء الجميلة التي تمنى لو عاشها ..

وفي حقيقة الأمر : هو يغبط صاحبه كثيرًا على تلك الجمعات الأهلية المباركة , ويغبطه أكثر على سكنه في موطنه بين أهله وأقاربه ..
فلا الأهل  يغيبون ولا الأصحاب يتغيرون ويتبدلون ,,,,  ولا يرحلون هنا أوهناك آخذين معهم جزءًا من قلبه وبعضًا من أوراق حياته !!

أما صاحبنا فقد غادر وطنه مذ كان صغيرًا مع والده بحثًا عن لقمة العيش وحياة أفضل ..

إنه يسأل نفسه دومًا : متى ؟!!
متى يأتي اليوم الذي يعيش فيه كل مغترب بين أهله ؟!!
متى يقول: نعم هنا... يهنؤ المرؤ بأهله !! 
متى يردد " اليوم أزور عمي " " غدًا أشرب الشاي مع خالتي " إلخ  
أليس لي الحق في ذلك !!

أليس لي حق أن أعيش بجوار أمي لأزورها كيفما شئت وأمسي على والدي وقتما أردت !! 
أليس لي حق أن أحيى حياة هانئة مع أهلي وأصدقائي .. فلا تفرقنا لقمة العيش ولا البحث عن جواز يحمينا في بلادنا !! 

أليس لي الحق أن أحيا كإنسان !!




الخميس، 8 مارس 2018

#بث_مباشر 3 بوصلة قلب

أعلم أن إيقاع القلوب  مُعَدٌ تلقائيًا.. وأنه يصعب التحكم فيه جدًا .. وأن المرأ - غالبًا - لا يملك من بوصلة قلبه شيئًا ..
لكن...
يؤسفني حقًا أنه لما كنت الأول عندي.. كنتُ الأخير عندك :( 
أنا لا ألومك .. وكيف لي أن ألومك حقًا على شيءٍ لا تملك فيه شيئًا !! 
لكني كنت أتوقع أن الحب يقابل بمثله .. وأن الاهتمام له ردة فعل مساوية في المقدار ومعاكسة في الاتجاه ..

لكن الحقيقة المحزنة ليست كذلك بالضرورة ..
فقد تبذل جهدك في إخلاصك لشخصٍ ما ؛ محاولًا كسب إخوته ومحبته .. لتجده بعد ذلك يضعك في ذيل القائمة عندهـ !!

لتدرك بعد ذلك..
أن قوانين الفيزياء يمكنها أن تعمل هنا وهناك .. لكنها تظل عاجزةً أن تدخل معترك المشاعر , حيث التقلبات المتعددة .. وردات الفعل غير المتوقعة !! 

عزائي لقلبي..
أنه أخطأ الوجهة .. وأنه طرق الباب غير المناسب.. وأن عليه أن يتحمل تبعات ذلك الاختيار من آلام ؛ فهو السبب الرئيسي بها..

ويكفيه اعتبارًا من قول الشافعي - رحمه الله  - 

فما كل من تهواه يهواك قلبه          ولا كل من صافيته لك قد صفا 





الجمعة، 2 مارس 2018

#شخبطة 12 #بائع_طماطم

مع احترامي لكل مهنة وجدت على سطح الأرض , لا أعلم لم ولا كيف اخترت هذه المهنة بالذات دونًا عن غيرها كوصف حال الجهل بشيء ما أو عدم الإدراك بشيء ما أو الاهتمام به وفي هو غاية الأهمية ..
فتجدني في الأونة الأخيرة , عندما يأتي اتهام لي أو لغيري بأني لا أجيد أمر ما وأنا جيد فيه ( وهو جيد فيه) فأرد بعفوية 
" يا عم بياع طماطم أنا !! " أو " ما يبيع طماطم الرجل " !! 

لربما جاء الوصف لأن صاحبها يبيعها ولا يدرك الجيد من شبهه , أو ربما لسبب آخر لا أعلمه .. المهم " لما أبيع طماطم لك الحق " 
>>
جملة أجد نفسي أنهي بها العديد من النقاشات مؤخرًا ...

ويأتي السؤال ..
هل أنا بائع طماطمٍ بالفعل ؟!! 
في حقيقة الأمر 
عندما أجد نفسي لاهيًا هنا أو هناك .. متناسيًا من أكون , أو ما يجب علي فعله فأنا " بائع طماطم " 
عندما تخترق أذنيك الأخبار المفجعة بإخوانك كل دقيقة ولا يَجد ذاك فيك أثرًا أو يشد من همتك نحو فعل ما لنصرتهم .. 
فأنت " بائع طماطم " 

عندما تهتم حد الذوبان في تطوير نفسك أو إنهاء بحثك أو إخلاصك في عملك دون أن تفكر أو أن تفعل شيئًا لإخوانك المنكوبين 
فأنت " بائع طماطم " 

يا بائعَ الطماطم - وكلنا ذاك - أين أنت من حديث النبي -صلى الله عليه وسلم - الذي يرويه البخاري : ( مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ). 

يا بائعي الطماطم ...
إن سكوتنا عن أمر إخواننا المسلمين حول العالم لهو نذير شؤم , وربما نصبح مكانهم بالغد. فبين عشية وضحاها يبدل الله الحال من حال إلى حال ..
: ( فافعلوا الخير لعلكم تفلحون () وجاهدوا في الله حق جهاده ... الآية ) 
..