الجمعة، 6 مارس 2015

العنصرية والاضطهاد..

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد ؛

هل سمعتم عن ذلك الشيخ العصبي ؟
وهل رأيتهم ذاك العالم شديد التعامل ؟!!
وهل استغرب أحدنا من التعامل الغليظ من ذلك الدكتور المحترم !

نتفاجأ كثيرًا عند رؤيتنا لمن حملوا الأمانة العلمية - سواء الدينية أو الدنيوية - وهم يتصرفون بكل عصبية تثير الاستغراب والعجب !
فيكيف لشيخ جليل أو دكتور فاضل أن يتسم بهذا الخلق السيئ !
ونتساءل أحيانًا: ألم ينهه علمه عن مثل هذا !

ولكن الحقيقة المحزنة..
أن معظم هؤلاء قد مروا باضطهاد تعسفي أفقدهم جزءًا من أنفسهم الجميلة.. وقتل فيهم تلك الروح المرحة !

فلا شيء أضر على النفس من العنصرية والاضطهاد؛ حيث يجعلها بائسة حزينة.. مليئة بالغل والحقد, وإن بدت غير ذلك.

وهنا نقطة مهمة اود التنبيه إليها:
فالكلام هنا لا يقصد به الاضطهاد السياسي الغاشم فحسب؛ ولكنه كل اضهاد يقضي على روح البشر المرحة أيًا كان نوعه وهيئته !
فنهرنا الدائم للأطفال نوع من الاضطهاد الذي يقتل روحهم المرحة الجميلة ويجعلهم كائنات عصبية تحقد وتغضب من أجل لا شيء !
واضطهاد من هم تحت أيدينا في العمل أو السلطة والنفوذ كل ذلك من أنواع الاضطهاد السابق ذكره.


أما العنصرية البائسة التي نهى عنها سيد البشر - صلوات ربي وسلامه عليه - فلا تقل خطورة عن الاضططهاد..
لأنها تخلق شخصًًا مليئًا بالكره والحقد والحسد تجاه المجتمع الذي يعيش فيه ..
فماهو السبب المقنع الذي يجعلك تمقت فلانًا أو آخر لأنه ابن العائلة الفلانية أو جاء من البلد الفلاني !
وماهو العائد عليك سوى إشباعًا لشهواتك التي تزعم أنك أفضل منه !
وربما كان عند الله خيرٌ من ملئ الأرض من أمثالك ! 

ولذلك حرص المصطفى عن النهي عنها وذمها بقوله : ( دعوها فإنها منتنة ) 
وشدد على ذلك في حجة الوداع أيضًا : ( كلكم لآدم, وآدم من تراب )

وأسوأ ما يكون على المرئ اجتماع الذميمين؛ الاضطهاد والعنصرية ممن يعيش معهم؛ فتشوه نفسه وتقتل فيها روح الدعابة وتلزمه العصبية على كل شيء وإن بدى أمرًا تافهًا..

فلنحذر أن نضطهد أحدًا أو أن نكون عنصريين !

اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك