الأحد، 3 يناير 2016

#شخبطة 6 فضفضة ..

اقتربت التاسعة مساءً.. 
أحس بالضيق قليلًا.. تناول مفتاح السيارة ونزل الى الشارع.. 
لا يعلم أين يذهب.. إذا فكل الطرق تؤدي إلى هناك ! 
أدار محرك السيارة وانطلق في شوارع المدينة الصغيرة وهو لا يدري أين يسير أو ما هي وجهته..
وظل يسير بالسيارة برهة من الوقت 
وعلى جبل مجاور للبلدة أطفأ المحرك وأخذ نفس عميقًا..

وهناك..
بدأ يسترجع ذكرياته وذكريات صباه.. 
كيف نشأ هناك في تلك القرية التي يعمل والده طبيب بها 
أيام الابتدائية.. الاستهزاء والسخرية.. فقط لأنه يحمل جنسية أجنبية...  
كيف تربى تربية عادية...
الضرب والتخويف والجلوس في البيت طول الوقت عدا الدراسة - لأن أهله يخافون عليه من أهل القرية التي سمعوا عنهم #الشذوذ ! 
عنصرية زملائه له وسخريتهم به.. 
لأنهم مغاير عنهم في جنسيته ! 
أضاف إلى ذلك قدرًا من السوء أنه كان سمينًا..
ذكريات المتوسطة (الاعدادية ) وبداية المراهقة 
تربيته العادية التي كبلت جماحه كثيرًا 
أول ثانوي التي قضاها في مصر 
تفوقه الدراسي ولهجته القصيمية التي كان يتقنها في الثانوي 
التحاقه في الجامعة هنا أيضًا في السعودية 
كل هذا كان عاديًا سوا التحاقه في الجامعة في الفصل الثاني من العام لأنه #أجنبي.
تذكر هذا جيدًا 
عندما أذاق الأمرين للحصول على تدريب صيفي رغم تفوقه فقط لأنه #أجنبي ! 
عند التخرج حصل على مرتبة شرف ثانية- كان سعيدًا بها - وعلى أمل أن يكون الحال أفضل بعد التخرج ! 
وعندما تخرج 
بدأ يقدم على الوظائف هنا وهناك على أملٍ 
أن يشفع له اسم الجامعة المرموقة ومرتبة الشرف على أن يجد وظيفة تناسب تخصصه 
لكنهما لم تجد له نفعًا أمام الجنسية المغايرة 
فابن البلد مقدم على من هو أفضل منك - أفضلهم على الدفعة يمني الجنسية معدله الدراسة قريب من العلامة الكاملة - حفظه ربي - 
فكيف بك أنت ولم تتجاوز الشرف الثانية ! 
علاقاته الواسعة هنا وهناك لم تنفعه أيضًا..
...
وهنا...
بدأ يدرك أن رصيده في المكوث في هذا البلد ربما قد نفذ أو أوشك ! 
بعد أن كبر 
اكتشف أن هذا البلد لا يمكن أن يكون وطنه يومًا ما ! 
وبدأ يحادث نفسه
لا تتصور نفسك مثلهم؛ فأنت لست منهم في شيء 
وكل ارتباطك بهم...
حاجة أهلك المالية التي أرغمتهم لترك ديارهم وجاؤوا بك معهم فقط 
أما غير ذلك فلا 
" مشاعرك.. أصدقاءك... دراستك.. كل شيء هنا من هذا القبيل ضعه تحت قدمك فلن يفيد بشيء  " 
ولا تربط عقلك ولا عاطفك بأحد هنا - فبين عشية وضحاها قد ترحل - فلا تجرح نفسك أو ترتبط بأحد ارتباطا قويًا هنا !
لن يشفع لك عقدين من الزمن قضيتها من عمرك معهم لتكون مثلهم 
هم ليسوا أهلك ولن يعتبروك يومًا ! 
ستظل #أجنبيًا يحتاج إلى كفيل #سيد لتكون بينهم 
أما غير ذلك فلا !
ستظل في نظر بعضهم " ذاك الأجنبي الذي جاء يأخذ أموالنا "
ستظل في صراع نفسي عنصريٍ بشع إلى ماشاء الله أن يكون 
...
فإن عرفت أن ترحل فافعل !
وان ضاقت بك ديار أهلك ووطنك
فارحل إلى ديار تستيطع أن تكون من أهلها..
أن يعتبروك منهم.. أن تأخذ حقك كحق مواطنيهم 
أن يعم الخير عليكم جميعًا لا يحوطك شبك دونهم يفصل بينك وبينهم لأنك #أجنبي 
أن يكون لك حق أن تصبح من أصحاب القرار إذا أردت 
...
لا أن تظل ذاك الأجنبي البائس الذي يخشى كفيله ( كخشية الله أو أشد ) لأنه ولي نعمته !
.
ارحل إلى بلاد أن تكون فيها إنسان