السبت، 17 يونيو 2017

ومرة أخرى.. نجا !!

ولأن القلم كتب له عمرًا آخر
نجا !!

وحتى يأذن الله بالرحيل ويرحل صاحبنا، سينجوا في كل مرة
فماذا حدث هذه المرة ؟!!

في عودته للقصيم من الرياض
ودع صاحبه على أمل أن يلتقي به قريبًا

وربما كان الموت أقرب
فقي منتصف الطريق تقريبا بدأت حرارة سيارته في الاتفاع شيئًا فشيئًا حتى جاوزت النصف بقليل
هدأ من سرعة السيارة وسار بها حتى وصل الغاط - وهي محافظة تبعد عن القصيم 100 كم تقريبا
كانت حرارة السيارة تنخفض عن النصف قليلًا
وجاء في خلده أنه لو فتح غطاء المبرد والسيارة تعمل فلن يحدث شيء فالماء مستمر في الدوران في مجاريه حول المحرك
ولكن حدث ما لم يكن بالحسبان
فما أن أزال غطاء المبرد.. حتى خرجت نافورة مرعبة من فوهة المبرد أحرقت جزءً من أصابعه رغم بعده عنها بسرعة شديدة
أسرع نحو كرسي السائق وأطفأ المحرك
ثم ترك السيارة تهدأ لمدة تزيد عن النصف ساعة

ملأ المبرد وأكملت طريقه
و ارتفعت الحرارة متجاوزة النصف مرة أخرى
واضطرر لخفض السرعة تحت  ١٠٠كم/س
حتى وصل مفترق الطرق بين المذنب وعنيزة...

أخذ الطريق متجهًا إلى المذنب
لسوء الحظ كانت هناك تحويلة في الطريق
ولم يكن عرض التحويلة يتسع لأكثر من سيارتين

وهناك
مع قرابة الفجر
فعلتها معه مرة أخرى
ولكن هذه المرة بشكل أكثر بشاعة
فقد ارتفعت حرارة المحرك بشكل تزايدي عجيب حتى كادت أن تقترب من الحرارة القصوى واذا وصلت هناك يعني احتمالية دمار المحرك
فهناك أمران محتملان
إما أن يسير بها ويضحي بالمحرك على أن يسلم هو وتسلم السيارة من الحوادث
أو
أن يطفئها مكانها ويحاول أن ينقذ ما يمكن إنقاذه !!
بالطبع اختار الثانية

فأطفأ السيارة وأشعل انوار التحذير
وتلفظ الشهادتين وكأنه ينتظر حتفه المحتوم !
لبرهة من الوقت
مر على ذاكرته موقف مماثل في شوارع الرياض وكانت كارثة لم تحمد عقباها ولا حول ولا قوة الا بالله

ولحسن الحظ
تذكر أنه رأى مثلث الانتظار في شنطة السيارة
فتح البوابة وأنا أتحرك بسرعة مخيفة
كأن يبدو وكأنه في تمثيل ولسان حاله يقول - عذرا يا عقلي إنه واقع !!

أخذ المثلث وهو يفتحه ويركض مبتعدًا خلف السيارة
قدر المسافة تقريبيا
أخرج المثلث وفتحه ووضعه على الأرض
ولكن كان هناك ضلع مكسور
حسنًا ... لا بأس

أخذ يلوح بيده بضلع المثلث المكسور
للسيارة القادمة من بعيد ولساني حاله يقول " يارب سلم سلم "
جاءت السيارات مسرعة وكأنهم يودون أن يدركوا السحور في بيوتهم.. فلم يبق سوا بضع وأربعون دقيقة على أذان الفجر
ومرت ناقلات كبيرة وكادت ان تحل الكارثة لولا لطف الله
وإلهامه له بما صنع
ذهبت أول دفعة من السيارات - يبدو أن أنها قادمة من ٱشارة مرورية -
وهناك تذكر شيئًا
السيارة حرارتها مرتفعة جدًا
ولابد من فتح غطاء المحرك كي تبرد بشكل أسرع !!

وقبل أن ينتهي من الفكرة كان وضعها قيد التنفيذ
ركض نحو السيارة بسرعة مدهشة
وفتح الباب ليفتح غطاء المحرك
وهو ينظر هناك من بعيد خلف السيارة كي لا تأتي سيارة وتدهسه - هو وسيارته جميعًا -
بفضل الله
أتمم المهمة وعاد راكضًا نحو موضع المثلث ليلوح بيده بالضلع المكسور وينبه السيارات القادمة
انتظر قرابة الربع ساعة

وعاد للسيارة راكضا للتأكد من وضع الحرارة...
 الآن
لا بأس انها انخفضت دون النصف

حسنًا لابد من الإسراع وتحريك السيارة قدمًا
وهناك
لاحت في الأفق سيارات قادمة
إذا ما عليه فعله هو أن يلوح بيدي للمرة الأخيرة
ومع آخر سيارة
كان متجها نحو السيارة بكل ما أوتي من سرعة  حاملا  المثلث في يده
اغلق غطاء المحرك وباسم الله
اشعل المحرك وانطلق
وحدث شيء غريبًا
لقد عادت حرارة السيارة إلى وضعها الطبيعي حنى وصلت إلى المنزل !!

بالفعل
كان موقفًا أشبه بالحلم
ولوهلة
كان اطيعتقد أنه في فيلم وأنه يجب عليه أن يبدع في التمثيل
كان قلبه يخفق بشدة وعقله يظن كل الظنون
لكن بفضل الله
نجا !!

الأحد، 4 يونيو 2017

شخبطة 11 #الغريب_الذي_في_المرآة !

أتذكر تلك اللعبة التي انكسرت وقضيت ليلتك باكيًا عليها؟ 
كانت أكبر همك حينها. ترى هل ما زال حزنك كما هو؟!

هل تذكر تلك الليلة التي قضيتها حزنًا على درجة مادة سيئة حصلت عليها خلال دراستك وكانت ليلة تعيسة حتى أظلمت الدنيا في وجهك وظننت أنها النهاية

هل ما زال ألمك كما هو؟ أم تغير! بالفعل لقد أصبحت نسيًا منسيًا فتغيرات الحياة، سرعتها عجيبة وهيأتها غريبة!

وماذا عن نقاش حادٍ مع أحدهم -ربما خسرت فيه من تحب- ثم ما لبثت أن تغيرت آراؤك وتبدلت وجهات نظرك،
ثم ها أنت تعود لصاحبك الذي كسرت قلبه بكلماتك الجارحة فتجد نفسك وقد حذفك من قلبه وبلا رجعه!

تصبح محبًا لفلان لتمسي كارهًا له! 
يصبحك الله على طاعته وتمسي غارقًا في معصيته. يمهلك الله فترة أخرى لعلك ترجع. ولكن الإنسان على طبعه (وخلق الإنسان ضعيفًا).

تعاهد الزمن ليبقى أحدهم صديقك أبد الدهر. ثم يفجعك القدر بأنه اختاره للقاء ربه – رحم الله كل من فقدنا وأسكنهم أعالي جنانه –. لتعود بقلب مفجوع وعزاؤك (إنا لله وإنا إليه راجعون) اللهم ارحم فلانًا واجمعنا به في مستقر رحمتك.

تذهب مرة أخرى باحثًا عن صديقٍ يعينك على الحياة لوهلة، تظن نفسك وجدته. يُسر قلبك بذلك، أخيرًا وجدت من يجمعني به التوجه في الحياة والأنس في العمل. 
يسير بجوارك برهة من الوقت. 
وفجأة.. وبلا مقدمات
 يتركك في قارعة الطريق وحدك! ليترك جرحًا كسابقه، 
ورحم الله أبو البقاء الرندي، فقد كان بليغًا في قوله: «وَلا يَـدُومُ عَـلَى حَالٍ لَهَا شَانُ وهذه الدنيا».

وحتى هذا الذي ما إن رأيته حتى تنصرف عنه قد أصبح من أحب الناس إلى قلبك والعكس يحدث أيضًا! 
فرضي الله عن آخر الخلفاء حين قال: 
«أحبب حبيبك هونًا عسى أن يكون عدوك يومًا ما، وأبغض عدوك هونًا عسى أن يكون حبيبك يومًا ما».

وللزمن تغيرات مهيبة وسرعتها مفجعة! 
(وكل في فلك يسبحون) 
وعلى خطاها تتغير أنت. 
نعم، تتغير أنت، لتصبح شخصًا آخر، لا يشبهك عقلًا ولا فكرًا!

حتى تلك الأشياء من حولك تغيرت معك، وهواياتك، والشيء الذي يبهجك، والذي يكدر عليك صفو عيشك، ورياضتك المفضلة… إلخ. 

كل شيء تغير!!
وحينها ستنكر نفسك التي أنت عليها الآن عندما تراها في شخصٍ آخر! 
ستنزعج بشدة من تصرفاته! وتتعجب حقًا من أفعاله!!

أنت لست فلانًا الذي تعرفه قبل عقد من الزمان أو عقدين من الزمن! 
فاهتماماتك أيضًا بالفعل تغيرت! 

بالأمس..
كنت فلان الذي يهتم بشيء ما ويبذل قصارى جهده فيه وهو مستمتع بما يفعل. 
بالأمس..
كنت ذاك الشخص الذي يقضي ليله وهو منشغل البال بأمر ما ويعمل ما بوسعه لتحقيقه، أما اليوم، فلم يعد يعير انتباهك مطلقًا، 
بل لربما شعرت بالحسرة والندم على طاقتك المفرغة في هذا الشيء الذي (تدرك اليوم) أنه لا يستحق كل هذا! 
ربما لو أدركت ما تدركه غدًا في يومك هذا لما فعلت ما تفعله الآن!

لذلك لا تكن متعصبًا لرأي ولا لشخص ولا لأي شيء مطلقًا، 
وخذ من قول هذا ورد من قول ذاك، 
إلا القرآن والسنة عندها قلها من قلبك (سمعنا وأطعنا) وأحب أصدقاءك ولا تبالغ، واكره أعداءك ولا تسرف!

فلا تدري ماذا تأتي به الأيام! ولا ماذا تفعل بك الأقدار!

واسأل الله ثباتًا في الحق وإخلاصًا في العمل

Image result for ‫المرايا‬‎