الجمعة، 22 أغسطس 2014

في عالم البشر..

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد؛

البشر ..
عند الأزمات يبكون .. ويخافون ويحزنون.. وبالغم يصابون
إلا الذين هم بالله يؤمنون وبه يوقنون وعليه يتوكلون ..


فهذا موسى - عليه السلام - عندما لحقه فرعون وجنوده..
وأصبح الغرق أمامه والقتل خلفه ..

هرع أصحابه من حوله قائلون: ( إنا لمدركون )
فقال المتوكل على ربه.. الواثق بنصره متحديًا قوانين البشر وخطط العقل : ( كلا )
نفى ذلك؛ ليس لأن له قوة ذاتية تحميه وترد كيد عدوه بل ( إن معي ربي سهدين )


وفي قوانين البشر..
( قالت ياولتى أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخًا )
وكان رد الملائكة المبشرين يقول :( أتعجبين من أمر الله ) ؟!!


وفي تفكيرهم ..
لو نظر أحدهم أسفل قدمه لرآنا ..
وفي قوة العلاقة مع الله والثقة بنصره " ( يا أبا بكر.. ماظنك باثنين الله ثالثهما ) ؟!!
( لاتحزن إن الله معنا )


وفي تحقيق الواقع عندهم..
كان عيسى -عليه السلام- مقتولًا ..
وعندما تتجلى قدرة الله : ( بل رفعه الله إليه )


في تجاربهم..
كان يونس - عليه السلام - ميتًا من اللحظة الأولى في بطن الحوت..
وتحت العناية الإلهية..( فنبذناه بالعراء وهو سقيم & وأنبتنا عليه شجرةً من يقطين )


وفي تسلسل أحداثهم..
صرف المال ينقصه ولو كان زكاة أو صدقة..
وأحدهم يتاجر مع ربه قائلًا : تصدقت ب20 .. فجاءتني بشارة ب500 في حينها !


قالوا له وهم مذعورون: إن الخبز قد غلا ثمنه ..
فكان رد المعتمد على ربه
 " والله لا أبالي لو أصبحت حبة القمح بدينار ..
علي ان أعبده كما أمرني وعليه أن يرزقني كما وعدني ! "


نعم..
هذا هو الفرق بين من عرف الله حقًا وعلم قدرته ومكانته وعظمته سبحانه وتعالى ..
ثم عمل على مقتضاها..
وبين 
من نظر إلى الأسباب الدنيوية والقوانين البشرية واعتمد عليها ..


تقابل أحدهم فتقول له: تفاءل سيصلح الله الحال .. فيجيب في زفرة حارة : مستحيل هذا واقع !!
وآخر يجيب : تفاؤلك محال وسيأتي سوء المآل !
وآخر وآخر ..


إنك لتعجب كثيرًا من حالهم ..
كيف يقول ذلك من يؤمن بقول ربه ( سيجعل الله بعد عسرٍ يسرًا )
بل
كيف طرأ عليه اليأس والتشاؤم مما أصابه وهو يوقن بقول ربه ( أليس الله بكافٍ عبده ) ؟!!

وكيف يقنط من رحمة الله من يتأمل قول الله : ( ومن يتق الله يجعل له مخرجًا & ويرزقه من حيث لا يحتسب )


يا أيها الشاكي الفقر وقد غلبك اليأس .. !
هلّا تمعنت في قوله ( ويرزقه من حيث لا يحتسب ) >> يأتيك رزقك من حيث لا تدري ولا تتوقع !
>> لأنك تتعامل مع الله وليس بقوانين البشر

ويامن تعسرت أمورك...
هل أيقنت بقوله تعالى : ( ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرًا ) !!


إلى كل مهموم ومغموم ..
إلى كل بائس ويائس ..
( أليس الله بكافٍ عبده) !!


إننا لنعذر غير المسلمين حين ييأسون وبالهم والغم يصابون ..
لأنهم مساكين .. ليس لهم قوانين وأمل فوق البشر ..
فهم من أمرهم يقنطون ..

أما نحن المسلمون ..
( لا تحزن إن الله معنا )



وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق